السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سأطيل على حضراتكم قليلا وأرجوكم أن تقرؤوا ما سأكتبه إلى النهاية، فأنا منهار نفسيا، وأكاد أموت من الهلواس.
أنا شاب في ال 25 من العمر، أكاد أجن من بعض الأعراض التي تظهر لدي، ولا أعرف إلى الآن ما هي حالتي، وأولًا أريد أن أقول لحضرتكم أنني كنت أعاني من الحساسية وأنا صغير؛ مما خلف لي ربوا، لكن اختفت الأعراض بالعلاج، ولم أعاود زيارة الطبيب، فالحالة لم تعاودني منذ سن ال(14) على ما أظن، وواصلت زيارة الطبيب إلى سن ال(17).
منذ سنة تقريبا بدأت تظهر لي أعراض أخرى، مثل التعب الدائم، وألم في الرأس، وغثيان، وحرقة في أعلى المعدة، مع انقطاع في الشهية، وفي العام الفائت أحسست بألم في صدري مثل الطعنة بسكين في الجزء الأيسر من الصدر؛ ففزعت، وانتابتني نوبات ذعر؛ لأنني خلت أنها آلام متعلقة بالقلب، فزرت طبيبا عاما، وقال لي: إنك لا تحتاج إلى كشوفات، وأن هذا الألم عادي، وهو ناجم عن شد عضلي يمكن أن يحدث بسبب التوتر، وأعطاني مسكنات ودواء مضادا للحساسية.
لم تزل تلك الآلام، بل إنها كانت مصحوبة بتعب وضعف عام، وآلام في الرأس، وحرقة في أعلى المعدة، وانقطاع في الشهية، ورفرفة أشاهدها في يدي أو رجلي، وأيضا كنت أعاني من قلق وتوتر شديد إلى درجة أنني دائما أتوهم أنني مصاب بمرض خبيث -عافانا وعافاكم الله-.
في هذه السنة (قبل ثلاثة أشهر من الآن) كنت أحس بضيق في النفس، مع خفقان شديد ودوخة، ولم أذهب إلى الطبيب، وذات يوم وأنا جالس في البيت بعد الأكل انتابني دوار، وصعوبة في التنفس، وخفقان شديد في القلب، وخلت أنني سأموت في تلك اللحظة، ولم أعد قادرا على التنفس، فأخذوني إلى مستشفى في حالة استعجالية، وكنت أقول للطبيب: إنني سأموت, ولا أستطيع التنفس. وذهلت من شدة الدهشة عندما قال لي الطبيب: إن حالتك عادية، ولست تعاني من أي شيء، ولا تحتاج إلى أي تدخل عاجل. وأجرى لي تخطيطا على القلب، وقال: إن قلبك ينبض بشدة. وطلب مني تحليلا للغدة الدرقية، وتحاليل دم أخرى، فأجريتها، وكانت كلها سليمة، وبالنسبة لضغطي كان عاديا أي (12.5).
عاودتني تلك الأزمة مرات كثيرة، وكنت في كل مرة أسيطر عليها دون الذهاب إلى المستشفى إلى أن ذهبت تلك الأزمة، لكن الآن أعاني من ألم شديد في الرأس من فوق، ومن الأمام والجانبين، وألم في الحنجرة، ورائحة كريهة تخرج من فمي، وتآكل في الشفاه، وبلغم شديد في الصباح يخرج من الحنجرة وليس من الصدر، وضيق تنفس، وخفقان في القلب، كما أحس في بعض الأحيان بآلام مفاجئة في منتصف الصدر تأتي في ثانية أو جزء من الثانية وتروح, هذا الألم يأتيني على شكل نبض فوق المعدة، وكأن قلبي موجود فوق المعدة.
كما أعاني من ضعف عام وتعب، ولاحظت أيضا عندما تصطدم يدي (خلف المرفق) بشيء؛ أحس بصعقة كهربائية في يدي، وعندما ألمس ذراعي فوق المرفق بقليل؛ أحس بتنميل يمتد إلى أصابع اليد، وضعف في الرؤية في الليل، وعادة ما تكون مصحوبة بألم في الرأس (هذه الأوجاع تشتد في المساء).
صدقوني أكاد أجن من الهلواس، وكل يوم ينتابني شعور أنني سوف أموت، أو سوف أصاب بنوبة قلبية، أصبحت شديد الهلواس، وذهني متشتت وغير قادر على التركيز في أي شيء، ولم أتحدث في هذا الموضوع مع أي أحد من أفراد عائلتي.
خلاصة ما أعاني منه هذه الأيام: الآلام تأتي مع بعضها في الرأس والحنجرة والصدر، وتمتد إلى فوق المعدة، وعدم القدرة على الأكل (لا وجود لتقيؤ) مصحوبة بحرارة في الحنجرة، ورائحة كريهة جدا في الفم، وانسداد طفيف في الأنف، ونبض قوي أشاهده في الرقبة عندما أتمعن في المرآة, أو عندما أضع جسما على صدري مثل الهاتف الجوال.
أكتب هذه الكلمات وأحس أن حالتي النفسية تزداد سوءا يوما بعد يوم، وأكاد أقول: إنني الإنسان الأكثر سوءا في العالم، أكاد أنهار نفسيا، وأحس بيأس شديد، وفقدان البسمة والضحكة، أرجوكم ساعدوني، أريد أن أعرف هل يجب علي أن أزور طبيب أعصاب أو طبيب حنجرة أو طبيب قلب؟
هل يمكن أن تكون حالة الحساسية التي كنت أعاني منها في صغري هي التي سببت كل هذه المضاعفات؟ لم يعد بمقدوري أن أفهم شيئا.
أحيانا عندما أتكلم مع أصدقائي، أو أذهب للبحر لأرفه عن نفسي؛ هذه الأعراض تختفي، ولا يبقى منها إلا القليل، هل يمكن أن تكون مشاكل نفسية؟
أرجوكم، قولوا لي ماذا أفعل؟ والحمد لله على كل حال.