السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حالة زوجتي النفسية متعبة جدًا، ولا أعرف علاجها، والآن هي في بيت أهلها، تزوجنا قبل ثلاث سنوات، وبعد الزواج بأربعة أشهر وأثناء الحمل أبصبحت تأتي إليها أحلام مخيفه مثلا: ترى امرأة تلبس ملابس سود، وقططاً، وأشخاصاً يريدون قتلها، وقتل طفلنا، وتفقد الوعي لأكثر من ساعة.

الآن هي حامل، وتأتيها هذه الحالة أثناء الحمل خصوصًا، وهي الآن بعيدة عني، هي وطفلي؛ لأنها كلما تأتي إلى بيتنا تضطرب حالتها أكثر، وصار لي ثلاث سنوات على هذا الحال، وأنا الآن حالتي النفسية متعبة، ماذا أفعل؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الأخ الكريم: مثل حالة زوجتك الفاضلة تحتمل عدَّةُ تفسيرات: ربما يكون لديها ارتباط شديد ووثيق بأهلها، ويُعرف أن الحمل مهما كان مرغوبًا فيه ومنتظرًا من قبل الزوجين فإنه قد يُمثِّل حلقة ضعفٍ في حياة المرأة، تكونُ فيه أكثر حاجة للعطف، وتبحث عن المكان الذي ربما تحسُّ فيه بارتياح أكثر.

هذا لا يعني أنها ترفض بيت الزوجية، ولا يعني أبدًا أن لديها تحفُّظاتٍ حيال شخصك الكريم، لكن الأمر هو نوع من التوازن، الأمر فيه أخذ ورد، بمعنى أنها على المستوى اللاوعي ألا إدراكي تُفضل أن تكون وسط أهلها لتجد المساندة الكاملة حيال هذه المرحلة، وهذا الأمر من وجهة نظري واضح وجلي، أنها لا ترتاح حين تكون في بيتها.

أيها الفاضل الكريم، الاحتمال الثاني: هي أنها ربما تُعاني من نوعٍ من الاكتئاب النفسي الشديد، يظهر في شكل أحلام مخيفة – كما ذكرتَ – وموضوع الأحلام والمرأة التي تلبس الملابس السوداء والقطط والأشخاص التي تتحدث عنها زوجتك، أعتقد أن هذا أيضًا من أحد الموروثات الخاطئة في مجتمعاتنا، الناس تتحدَّث كثيرًا عن محتويات الأحلام، وغير المختصين يتحدثون عن تأويلاتها وتفسيراتها، وهذا أمرٌ خاطئ تمامًا، يظهر أن زوجتك أصبحت مشدودة بقوة شديدة نحو هذه الأحلام وتفسيراتها، وهذا أخذ حيِّزًا كبيرًا من صحتها النفسية، وجعلها أيضًا في حالة من الضعف والوهن، جعلها لا تتحمَّل تبعات الزوجية.

أيها الفاضل الكريم: الذي أراه هو أن تذهب بزوجتك الكريمة إلى أحد الأطباء النفسيين، وأعتقد أن مضادات القلق والاكتئاب ستكون مفيدة جدًّا بالنسبة لها، وتوجد أدوية كثيرة جدًّا، وقد لا نحبِّذ استعمال هذه الأدوية في مرحلة الحمل، خاصة في الأربعة الأشهر الأولى، لكن بعد ذلك ليس ما يمنع أبدًا أن تستعمل زوجتك أحد هذه الأدوية بإرشاد الطبيب.

بالنسبة لفقدان الوعي: هذا ربما يكون نوعًا من فقدان الوعي النفسي، أو ما يسميه البعض بالتحوّل الهستيري، هذا أيضًا دليل على وجود عدم الارتياح الداخلي، من جانبك بالطبع سوف تسعى لمساندتها، سوف تسعى دائمًا لأن تجعلها مرتاحة، فسِر على هذا الطريق، ومن وجهة نظري أرى أن العلاجات الدوائية سوف تُساعدها كثيرًا، ولا بد أيضًا لزوجتك الكريمة أن تُشجَّع من أهلها لترجع إلى بيتها، أعتقد أن والدتها ومَن هم حولها لهم دور كبير في هذا الخصوص، فيمكن أن تتكلم معهم بشيء من اللطف، لدعمهم لها وتشجيعهم لها لتكون في بيتها، فهذا أمرٌ يجب أن يُساهموا به.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.