الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالخوف بسبب تفسير بعض الأحلام!

السؤال

أنا فتاة ملتزمة، ومحافظة، وحافظة لكتاب الله، لكن في الفترة الأخيرة أصبت بالخوف والوسواس، بسبب تفسير بعض الأحلام، فأصبحت في حالة من القلق والخوف من الموت، بسبب هذه الأحلام، ويجب أن أتجنب التفكير فيها، ولكني لم أتمكن من إخراجها نهائياً.

التزمت أكثر بأذكاري، وأحاول أن أكثر منها، ولكن يأتي حلم يعكر عليّ يومي ويخيفني، وتطور الأمر عندي بشكل غير طبيعي، فأصبحت خائفة بشكل كبير، ولا يعلم أحد بحالتي، هل كل الأحلام حقيقة، أم أنها تعبير عن الخوف الذي أعيشه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيبان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

نحن لا نفسر الأحلام في الموقع، ومشكلة الأحلام أنها في بعض المجتمعات يكون تأثيرها كبيرًا؛ وذلك نسبة لتداولها بين الناس وإعطائها التفسيرات المختلفة، والتي هي قد تكون غير صحيحة؛ لذلك النصيحة أن تتعاملي مع هذه الأحلام حسب ما ورد في السنة المطهرة.

والرؤيا على ثلاثة أنواع: الرؤيا الصالحة وهي ما يراه الشخص الصالح في منامه من المبشرات، وهي من إكرام الله لعباده الصالحين، وحديث النفس، فقد ينام الإنسان وهو مهتم بشيء ما، فيرى حلماً في النوم بشأنه، ونوع من الشيطان وهي الكوابيس والأحلام المخيفة، ففي صحيح البخاري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات) قالوا: وما المبشرات؟ قال: (الرؤيا الصالحة) وفي رواية مسلم: (لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة) وفي الصحيحين أيضاً، قال صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان) وفي صحيح مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا ثلاثة: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس).

فالمنهج النبوي في التعامل مع هذه الأحلام المخيفة، أن يقوم فيصلي، ولا يحدث بها الناس، ولا ينشغل بها في يومه؛ ولا يسعى لتفسيرها؛ لأنها من الشيطان، ليتلاعب بالإنسان، فاحذري من التمادي فيها، لأنها تفسد عليك يومك وحياتك، ويجعلك معلقة بأوهام الأحلام، والإنسان مأمور أن يعيش واقعه ويسعى، ولا يستسلم للخيالات والمنامات.

وعليك أيضًا بتجنب تناول وجبة العشاء في وقت متأخر، ويجب أن لا يكون الطعام دسمًا؛ لأن تناول الطعام ليلاً في وقت متأخر يؤدي إلى هذه الأحلام، والتي معظمها من الشيطان، خاصة إذا شبع الإنسان، وكان الطعام دسمًا؛ لذا نقول للناس حاولوا أن تحسنوا من صحتكم النفسية والجسدية، حتى لا تكونوا فريسة لهذه الأحلام التي تؤدي إلى الكثير من التواهمات.

وعليك أيضا بممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف تساعدك في التخلص من هذه الأحلام؛ لأن الأحلام هي تعبير عن الكتمان الداخلي، ومن خلالها تفتح محابس النفس، وكذلك الرياضة من خلالها تفتح منافذ النفس، فالرياضة أفضل كثيرًا، وطبعًا الأذكار، خاصة أذكار النوم تقرأ بتؤدة وتأمل وتدبر، وإن شاء الله تعالى يأتيك منها خير كثير، وأنت الحمد لله ملتزمة، وحافظة لكتاب الله، وقطعًا حريصة على أذكارك، وعلى وردك القرآني، وعلى صلواتك، وهذه يجب أن تبعث فيك الطمأنينة دائماً.

الخوف والوساوس تأتي للناس، تأتي للبر وللفاجر، وللقوي، وللضعيف، وللذكر والأنثى، وإن شاء الله تعالى هي عابرة، عليك بتجاهلها تمامًا، وأنا سوف أصف لك دواءً رائعًا وسليمًا يمكنك تناوله، وإن شاء الله تعالى سوف يجعلها تزول تمامًا، هذا النوع من المخاوف والوسوسة بمثل عمرك يستجيب للدواء، مع التحوطات التي ذكرتها لك، والارشادات التي يجب أن تتبعيها.

إذا كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي، فهذا أمر جيد، وإن لم يكن ذلك ممكناً، فيمكن أن تحصلي من الصيدلية على دواء يسمى السيرترالين، هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا باللسترال أو زولفت، وربما توجد منتجات تجارية أخرى تحت مسميات أخرى، الحبة تحتوي على 50 مليجرام، ابدئي بتناول نصف حبة أي 25 ملجم يوميًا، لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة يوميًا، لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبتين 100 مليجرام يوميًا، لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة يوميًا 50 ملجم، لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى 25 ملجم يوميًا لمدة أسبوعين، ثم 25 ملجم يومًا بعد يوم، لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء سليم وفاعل، وغير إدماني، ولا يؤثر أبدًا على الهرمونات النسائية، أحد آثاره الجانبية البسيطة، هو أنه ربما يفتح الشهية قليلًا نحو الطعام، فإن حدث لك شيء من هذا، فحاول أن ترتبي طعامك حتى لا يزداد وزنك.

بارك الله فيكم، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً