الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قضم الأظافر ونتف الشعر في الطفولة هل يؤدي للأمراض عند الكبر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 23 عاما، وعندما كنت صغيرة في سن التاسعة، كانت لدي عادة سيئة أقضم أظافري وبعض الشعر حينما أكون متوترة بسبب المشاكل بين أمي وأبي، استمرت الحالة خمسة سنوات، ثم توقفت عن هذه العادة حينما تحسنت أجواء العائلة.

بعد سبعة أعوام يراودني الوسواس بأن الشعر ما زال متجمعا في المعدة، ومن الممكن أن يسبب لي الأمراض بسبب الزوائد الدهنية في النصف الأعلى من الجانب الأيمن من بطني، أجريت الفحوصات وطمأنني الطبيب، وقال بأنها غازات ناتجة من القولون العصبي، ولا داع للقلق.

عندما كنت صغيرة وحينما كنت أمارس هذه العادة الغريبة كان صوتي خشن فما سبب ذلك؟ ولكنه اليوم أصبح ناعما، علما أنني أعاني من خمول الغدة الدرقية بعد قيامي بحمية قاسية، فهل هذه العادة سبب هذه الأمراض كلها على الرغم من أنني توقفت عنها منذ مدة طويلة، وأعاني من الوساوس وأخشى أن ما علق قد يتسبب لي بأمراض خطيرة في المستقبل، أخبرت أمي فقالت أن هذا شيء عادي، وقد يحصل كثيرا عند الأطفال، أفيدوني فقد تعبت من الوساوس، ولا يمكنني أن أفاتح الطبيب في هذا الأمر لأنني كبرت.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

يعرف أن عادات قضم الأظافر ونتف الشعر وربما حركة الأرجل ومصِّ الأصابع، هذه تُسمى السمات العُصابية للطفولة، وقد لا تكون ذات أهمية كبيرة في بعض الأطفال، لكن في أقلية منهم قد يحدث لهم قلق مستقبلي وشيء من الوساوس والمخاوف، وهذا هو الذي حدث لك.

التغيرات في الصوت خاصة في مراحل البلوغ –حتى عند البنات– هذا أمرٌ معروف، فلا تنزعجي لهذا الأمر، وأعتقد أن صفتك الوسواسية جعلتك تكوني حساسة جدًّا وشديدة الرقابة لوظائف جسدك الفسيولوجية وكذلك النفسية.

معاناتك الآن من الوسواس يجب أن تُعالج، والوسواس يُعالج عن طريق التحقير التام، ألا يتبعه الإنسان، ألا يعريه اهتمامًا، وأن يصرف انتباهه عنه من خلال أن يشغل نفسه بما هو مفيد، ولا شك أن الأدوية تفيد كثيرًا في مثل هذه الوساوس.

لا بد أن تذهبي إلى الطبيب، والطبيب سوف يصرف لك أحد مضادات الوساوس، ليس من الضروري أبدًا الذهاب إلى الطبيب النفسي إذا كنت ترين أن ذلك يسبب لك وصمة اجتماعية، يمكن أن تذهبي إلى طبيبة الأسرة، ومعظم أطباء الأسرة على إلمام تام بعلاج هذه الوساوس، لديكم في الجزائر عقار يعرف تجاريًا باسم (ديروكسات Deroxat) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، خاصة (CR) دواء رائع جدًّا، دواء مفيد، وممتاز، ويزيل مثل هذا النوع من القلق والوساوس والمخاوف.

جرعة الزيروكسات (CR) هي 12.5 مليجرام، تتناولينها يوميًا، وأعتقد هذه جرعة كافية جدًّا بالنسبة لك، جرعة صغيرة جدًّا، وسوف تكفيك، تستمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تجعليها 12.5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة وكذلك تمارين الاسترخاء سوف تفيدك كثيرًا، خاصة في أعراض القولون العصبي (Irritable Bowel)، النوم الليلي المبكر مهم جدًّا، قلِّلي من شرب الشاي والقهوة، هذه كلها تؤدِّي إلى الاسترخاء النفسي، مفيدة جدًّا بالنسبة لك.

بالنسبة لموضوع الغدة الدرقية: أرجو أن تتأكدي من الفحص، وخمول الغدة الدرقية يجب أن يُعالج، وعلاجه سهل جدًّا من خلال تناول الهرمون التعويضي، لكن هذا قطعًا يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب المختص.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً