السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب في الجامعة, عمري 20 عاما, عانيت من الاكتئاب سابقا, وبدأت القصة عندما ذهبت إلى النوم كالعادة, وبعد أن وضعت رأسي على الوسادة أحسست بخوف مفاجئ لا أعرف مصدره, وبقيت مستيقظا أتقلب في سريري حتى الفجر.
استمررت على هذه الحالة ثلاثة أيام, ذهبت إلى طبيب أعطاني الدواء، وبعد أسبوع أحسست بتحسن, سافرت بعدها ولم آخذ دوائي معي, يعني ظننت أنني شفيت؛ فانتكست أكثر من ذي قبل، وأخذت الدواء ثانية, بعد العودة من السفر تخليت عن الدواء لأني لم أكن أريد الاعتماد عليه؛ فانتكست من جديد, وقاومت الأرق والأعراض، ودعوت الله، وواظبت على الصلوات في المسجد، وتقربت من الله، وأيضا بمساعدة والدتي بدأت أسترجع قدرتي على النوم شيئا فشيئا، إلى أن شفيت بنسبة 80% والحمد لله، هذا اختصار ما وقع.
لكن المشكلة أني بعدها تأتيني نوبات اكتئاب بين الحين والآخر, فعلى سبيل المثال: عندما أكون جالسا وأضحك مع عائلتي تأتيني مجموعة من الأفكار دفعة واحدة، وهذه الأفكار يكون مضمونها: هل شفيت حقا من الاكتئاب؟ لماذا تبدو سعيدا؟ السعادة لن تدوم، إذا شفيت الآن يوما أو يومين ستعود كما كنت مكتئبا.
لماذا تتعلم هذه اللغة؟ أنت تعاني من الاكتئاب, سيأتي يوم وتستسلم، هل تظن أنك ستنام جيدا هذه الليلة؟ سيعود الأرق من جديد, وستصاب بالخوف أثناء نومك ثانية (ومع ذلك أنام في الليل).
أو عندما أشاهد فيلما, وأرى شخصا يسكن لوحده، أو أني مغترب؛ ينقبض قلبي قليلا، وأقول مع نفسي: أنى له أن يتحمل شيئا كهذا؟ فبعد هذه الأفكار ينقبض على قلبي قليلا، وأصاب بالحزن, زد على ذلك التفكير في العمل, وأني لن أتحمل الضغوط التي سوف تطبق علي.
هل تظن يا دكتور أن الاكتئاب سيتمكن مني من جديد؟ علما أني عندما كنت مكتئبا لم أكن أستمتع بالأشياء التي كنت أستمتع بها من قبل, ولكن الآن أصبحت أستمتع بها إلى حد ما، وهذا الحزن الذي أحس به لا يدوم طويلا, يذهب وحده.
أتمنى أن أكون قد تمكنت من شرح حالتي جيدا سيدي الدكتور.
شكرا جزيلا على كل ما تفعله من أجلنا.