الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني أحياناً إحساس أني غير موجود..فما تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ فترة انتابني شعور بأني خرجت من جسدي وأراقب نفسي، واستمر هذا الإحساس لساعات. شعرت حينها بأني أختنق، وفكرت في الانتحار، وبدأت أشعر بأني لا أبالي وعديم المشاعر. وبدأ ينتابني صداع مع أفكار غير منطقية. كنت أنظر لجسدي وأقول في نفسي: أنا لا أسكن هنا.

استمررت شهرين على هذه الحال، فذهبت إلى الطبيب، فوصف لي دواء:
Sycocetam 500mg - Serpass 100mg - Riscure 1mg - Amino Forto

استمررت على العلاج منذ شهر، وشعرت بتحسن، ولكن ينتابني أحياناً إحساس بأني غير موجود، وليس عندي تركيز، وأشعر كأني في حالة استيقاظ من النوم، غير مدرك لكل شيء حولي، وأحتاج لتقييم وتشخيص حالتي، وهل سأظل على هذه الحالة؟ وما هي الأضرار الناتجة عن هذا الدواء؟ وما أهمية (Amino Forto) لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Emad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: ما تعاني منه هو أشبه بأعراض الإنِّيَّة، وأعراض الإنِّيَّة قد تكون جزءاً من اضطراب القلق، أو تكون أعراضاً لوحدها، ولا تكون معها أي أعراض قلق أخرى.

وبالرغم من أن معظم ما تعاني منه يشبه أعراض الإنِّيَّة من حيث الإحساس بتبلد المشاعر، والنظر، ومراقبة النفس من الخارج، ولكن هناك أعراض قلق مثل: عدم التركيز، ومشاكل النوم، أو المشاكل عند الاستيقاظ من النوم، والصداع، فهذه أعراض قلق وتوتر نفسي.

إذاً المشكلة هي مشكلة قلق وتوتر نفسي -يا أخي الكريم-، وعلاج القلق إما أن يكون علاجاً دوائياً، أو علاجاً نفسياً، ويفضل الجمع بين الاثنين: العلاج النفسي والعلاج الدوائي.

العلاج النفسي دائماً يكون بتعلم الشخص طرق الاسترخاء النفسي؛ لأن الاسترخاء والتوتر لا يجتمعان، والضدان لا يجتمعان، فإذا تعلمت كيفية الاسترخاء فتلقائياً سوف تختفي مشاعر القلق والتوتر النفسي.

الاسترخاء يكون بطريقتين: إما أن يكون الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء عن طريق التنفس، ويفضل أن يتم تعلم هاتين الطريقتين من معالج ذي دراية بهذه الأنواع، وبعدها يمكن الاستمرار بهذه الأشياء في المنزل بنفسك.

الأدوية التي تساعد على علاج القلق كثيرة، إما أن تكون أدوية مهدئة لوقتها، أو معالجة، والأفضل الأدوية التي تعالج، وهي في مجملها من فصيلة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، والطبيب النفسي سوف يختار لك الدواء المناسب بالجرعة المناسبة للفترة المناسبة.

أما سؤالك عن دواء أمينوفورت (Amino Fort): فهذا الدواء يحتوي على فيتامينات (فيتامين ب) وأملاح معدنية، وعادة ما يُعطى للأشخاص الذين يعانون من أمراض تؤدي إلى فقدان السوائل والإرهاق والتوتر، وبالذات الإسهال المزمن، أو الأمراض المزمنة، فيتم تعويض هذا الفقدان بواسطة هذا الدواء، ويمكن أن يُعطى بواسطة الإبر إذا كانت الحالة شديدة أو حبوب، ولكنه لا يعالج التوتر للشخص السليم جسديًا الذي ليس عنده مرض مزمن يؤدي إلى الإسهال أو إلى فقدان الأملاح المعدنية نتيجة عدم التغذية، ولذلك لا فائدة من الاستمرار فيه لفترة طويلة، كما أني لست على دراية بمخاطره على المدى الطويل، ولكن الشيء المتأكد منه أنه لا يعالج التوتر العادي أو القلق العادي، إلا إذا كان كما ذكرت مصاحباً لأمراض عضوية مزمنة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً