السلام عليكم..


منذ سنة ونصف تقريباً تعرضت لنوبة شديدة من الدوار والصداع المصحوبة بتقيؤ كثيف ومتكرر، حتى ظننت أن أحشائي ستنزل، وبعد ترددي على مختص في الجهاز الهضمي، وتحاليل وصور مغناطيسية وأشعة إكس للعمود الفقري، قال لي: لا يوجد عندك شيء بالجهاز الهضمي، ودلني على مختص في أمراض العظام والمفاصل، هذا الأخير شخصه التهاباً بسيطاً بفقرات الرقبة، ووصف لي مسكنات الألم، مع اتباع حصص تدليك ورياضة تأهيلية.

الآن -ولله الحمد- تحسنت حالتي كثيراً إلا أني لم أسترجع بعد حالتي النفسية السابقة، فقد أصبحت أقل حيوية وإقبالاً على الحياة، والضيق والوساوس تلازمني دائماً، ومتردد في أي مشروع أقبل عليه، حتى إني أتحين أي فرصة للتملص، ولو كنت على يقين من سوء تصرفي.


الرجاء تشخيص حالتي، ولكم جزيل الشكر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرى من البداية أنك تعاني مما يعرف بالحالات النفسوجسدية، أي: أن هنالك مكون عضوي لعلتك، وهنالك مكون نفسي أيضاً، والذي ظهر الآن في صورة قلق وتوترات، ودرجة متوسطة من الاكتئاب النفسي.

يُعرف عن أعراض الجهاز الهضمي أنه في حالاتٍ كثيرة ربما يكون منشؤها نفسياً، كما أنها في ذات الوقت تؤثر على الصحة النفسية سلباً .

أرى يا أخي أن تبدأ فوراً في تناول بعض العلاجات الدوائية المضادة للاكتئاب، وسوف تجد بإذن الله فيها خيراً كثيراً.

والدواء الذي أود أن أرشحه لك يعرف باسم إيفكسر، وتبدأ بجرعة 37.5 مليجراماً يومياً، لمدة أسبوع، ثم ترفع هذه الجرعة إلى 75 مليجراماً يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك تكون الجرعة 150 مليجراماً يوماً، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعدها تخفض الجرعة إلى 75 مليجراماً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك تنقصها أيضاً إلى 37.5 مليجراماً لمدة شهرٍ واحد .

هذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة جداً، ولكنه ربما يكون مكلفاً بعض الشيء، فإن لم يتيسر لك الحصول عليه فيعتبر الدواء البديل هو تفرانيل، تأخذه بجرعة 25 مليجراماً يومياً، تُرفع بعد ذلك بواقع 25 مليجراماً أيضاً كل أسبوع، حتى تصل إلى 100 مليجرام، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة بواقع 25 مليجراماً أيضاً كل أسبوعين، حتى تنتهي مدة العلاج .

هذا الدواء ربما يسبب بعض الآثار الجانبية البسيطة، مثل الشعور بالجفاف في الفم، والإمساك، ولكنها تختفي بعد أسبوعين إلى ثلاثة من مدة العلاج .

بجانب الدواء العلاجي لابد أن يكون تفكيرك إيجابياً، كما أن ممارسة الرياضة سوف تساعدك كثيراً إن شاء الله .

وبالله التوفيق.