السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الوسواس القهري والقلق، بدأت بزيارة الطبيبة، وأخذت الأدوية، خف القلق ولكنني من قبل تناول الدواء وأنا أشعر بحالة غريبة جدا، أشعر أنني لم أعد أعرف نفسي، وكل من حولي غرباء، عندما بحثت عن السبب وجدت ما يسمى باضطراب الأنية، فهل هذا هو ما أصبت به؟ أم أن لدي اختلالا عقليا؟ لأنني أشعر بأنني لا أستوعب أي شيء، علما أنني مدمنة على شرب القهوة، وأعرف أضرارها الكثيرة على العقل، فهل هي السبب؟

وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ yara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق والتوتر قد يؤدي إلى عرض اختلال الأنية، وماذا نعني باختلال الأنية؟ نعني به بأنه إحساس من الشخص بأن مشاعره تغيّرت، أو أنها تجمَّدتْ، أو لم تعد لديه مشاعر، وأنه ينظر إلى نفسه من بعيد أو من الخارج كشخص آخر، ويحسّ أيضًا بأن الناس من حوله تغيرت.

هذا هو عرض الأنية، وهذا عرض صعب، وكثير من الناس يجدون صعوبة في شرحه للطبيب، وقد يكون عرض اختلال الأنية جزءا من القلق والتوتر، ولا يكون اضطرابًا إلَّا إذا لم تُصاحبه أعراض أخرى، إذا كان عندك اضطراب أنية يجب أن يكون هو العرض الوحيد الذي تحسين به ولا أعراض للقلق أو للاكتئاب.

فإذًا في حالتك يمكن تفسيره أنه جزء من اضطراب القلق الذي تعانين منه، وكثير من الناس أصبحوا يحسُّون باختلال الأنّية.

أما القهوة فليس لها أضرار في العقل، وطبعًا ما تعانين منه ليس اختلالاً عقليًا، وأنا دائمًا عندما أُدرِّس الطلبة أقول لهم أن اختلال الأنية هو مشاعر واختلال في مشاعر الشخص، وليس في تفكيره، فلا ينمُّ إطلاقًا على اضطراب عقلي، كما أن القهوة غير مسبِّبة لهذا النوع من الاختلال. القهوة، طبعًا فيها مادة الكافيين، وقد يتعود عليها الإنسان إذا أخذها بكثرة شديدة، وعند التوقف منها قد تحصل بعض التوترات والقلق، ولكنّه لا يؤدي إلى ما شعرتِ به.

إذا استمر هذا القلق وهذا التوتر الرجاء المواصلة مع الأطباء النفسيين، وكما ذكرتِ القلق توقف، ولكن اختلال الأنية قد يحتاج إلى علاج نفسي، أو قد يحتاج إلى تجاهله، حاولي أن تتجاهلي هذا العرض، ولا تهتمي به كثيرًا، وسوف يتلاشى مع مرور الوقت، وإلَّا فعليك بالعلاج النفسي، لتدريبك على كيفية التعامل مع هذا العرض (عرض اضطراب الأنية).

وفقك الله وسدد خطاك.