السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
متزوجة منذ ثلاث سنوات، وأم لتوأمين -طفلتين-، في البداية خطبت لشاب متعلم ومتدين، وعشت معه أجمل الأيام، أيام مليئة بالحب والسعادة، وبعد خمسة أشهر تزوجنا، وفي الشهر الثاني من الزواج بدأ يتغير، وبدأت المعاناة، أصبح يضيق علي في ملابسي، مع العلم أنني محتشمة وأرتدي الجلباب، أصبح ينتقد الألوان والأشكال وما إلى ذلك، يريد أن أكون امرأة كل حياتها تدور حوله هو والمنزل، لا يريد أن أذهب إلى صديقاتي أو أخرج إلى أي مكان إلا برفقته، وأنا امرأة عاملة، ووصلت إلى أعلى المناصب قبل زواجنا، وتركت عملي من أجله؛ لأنه لا يريد أن أعمل في شركة مختلطة، وفعلت له ما يريد.
تطور الأمر وصار دائم الشك، ولا يعطيني الثقة، ويحرمني التنفس والحرية، زادت المشاكل بعد ذلك كثيرا، تطايرت تضحياتي وتنازلي عن حياتي وصديقاتي وعملي لرجل لا يستحق كل ذلك، تولدت لدي مشاعر الكره، وبعد كل مشكلة تحدث أكرهه أكثر.
يمنعني من الذهاب عند أهلي إن كان يزورهم أحد غريب، لا أعلم هل كان يحب أن يخفيني عن الناس أم ماذا؟ كثرت المواقف المحرجة التي يضعني فيها أمام الناس، صرت أخاف التصرف بأي تصرف لا يعجبه فتحدث مشكلة، علمت بأنه يتستر باسم الدين لينفذ مصالحه الشخصية، عما أن من يتكلم بالدين واجب عليه تطبيق الدين على نفسه قبل دعوة الناس. أكره أي نصيحة منه بأي شكل من الأشكال، صار كثير الانتقاد، ولا يعجبه أي شيء أفعله، وكأنه يريد دمية يحركها كما يشاء، وهنا كانت الكارثة، فبدأت في الرد عليه بالكلام، وأخبره بأنه لا يملك الحق بإلغاء شخصيتي، وأن يمحو وجودي.
اسودت الدنيا بوجهي، تغيرت كثيرا، تحولت من إنسانة مرحة إلى إنسانة كئيبة ولا أضحك، وانعكس الأمر على أطفالي وبيتي، أصبحت عصبية جدا، ولا أهتم بنظافة البيت كالماضي، سعينا للصلح لكن لا فائدة، فعند بداية أي مشكلة أسترجع كل اللحظات السيئة التي عشتها، وبعد كل هذه الضغوط والهموم، وضغط المنزل وأطفالي التوائم ومتطلباتهم، شعرت بأنني سأنفجر من المسؤوليات والهموم والنكد، أصبحت أدخن لإفراغ مشاعري، وهنا الطامة الكبرى حينما علم بأنني أدخن، فبدأ بإهانتي بالكلام والأفعال، وأن هذا حرام شرعا، ولكن ما آلمني أن ذلك لم يكن هدفه الرئيسي، ولكنه خائف من كلام الناس، كيف أن زوجته تدخن وهو متدين؟
زوجي رجل غير ملتزم، نعم هو يصوم ويصلي، ولكن تبين لي فيما بعد أن تصرفاته ليست تدينا، لكنها من باب الخوف من كلام الناس، أصبح تدخيني شغله الشاغل، وكل مشاكلنا بسببه، مع أنني أعلم أنه السبب لمشكلة وليس سببا في كل المشاكل، ولو تركت التدخين سيجد له أمرا آخر لينتقدني به.
مللت منه ومن حياته، بل كرهته، ذهب كل الحب والاحترام ولم يبق سوى التجريح والكلام السيئ، أصبحت متمردة جدا، لا ألقي له بالا، ولا أريده في حياتي كلها، طلبت الطلاق كثيرا لأننا فقدنا التفاهم نهائيا، وكأن كل واحد منا يعيش بكوكب مختلف، لا تعجبه أفكاري والعكس.
أصبحنا نتمنى الموت والأذى لبعضنا حتى يرتاح أحد الأطراف، وهنا كانت الوقفة، فقد جاء منذ يومين بعد مشكلة كبيرة حدثت بيننا، وأخبرني بأنه عازم على الطلاق، وسيستخير ويتوكل على الله ويطلقني، راودتني مشاعر كثيرة، وشعرت بأنني في مفترق الطريق، ولا أعلم ماذا أفعل؟ هل ننفصل وينتهي كل شيء وأكون مطلقة وتنهار أسرتي، أم تستمر الحياة دون تفاهم؟ لا أعلم ولكنني دائمة التفكير والبكاء، تعبت كثيرا.
أرشدوني جزاكم الله خيرا.