الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب رغم أخذي للأدوية، واخشى أن تصاب أختي به، فما السبيل للوقاية منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب، أختي تبلغ من العمر ستة عشر عاماً (16)، وزنها أربعة وأربعون كجم (44)، وطولها مئة وخمسون سنتميتر (150) سم.

ألاحظ أن أختي أقصر وأقل في الوزن من أقرانها من نفس جنسها، وأود الاستفسار حول الإجراءات اللازم اتباعها لزيادة طولها وكذلك وزنها، وما هو السن الذي يتوقف عنده النمو في العظام، وما هو الطول والوزن المناسب بالنسبه للإناث البالغات، وما هي الفحوصات والتحاليل اللازمة للكشف عن الخلل، وما هو التخصص الطبي الذي يمكنني أن أتابع معه حالة أختي، هل هو طبيب الأطفال أم طبيب متخصص فى الغدد الصماء أم طبيب العظام؟

ملحوظة هامة جداً: أثناء كتابتي الاستشارة، علمت من أمي أن دورتها الشهرية غير منتظمة، حيث تأتي لها كل شهر ونصف، وأثناء وفاة أبي غابت عنها لمدة ثلاثة أشهر، ومنذ شهرين تقريبا غابت عنها الدورة لمدة خمسة أشهر، وهي تعلل ذلك بأنها كانت فترة الامتحانات، وأنها غابت لمدة الخمسة أشهر بسبب التوتر والقلق، أما في الغالب وطوال العام تأتي لها الدورة كل شهر ونصف.

للعلم: أول مرة تأتيها الدوره كانت في سن 11 أو 12، وعندما تأتيها الدورة تستمر لمدة يومين فقط، مع أعراض كثيرة مثل التعب والإرهاق والدوخة والانعزال، مع مغص شديد وألم قوي في الظهر، والامتناع عن الأكل مطلقا، وفي الأيام العادية تعاني من تساقط الشعر.

كما أعاني أنا أخوها الشقيق الأكبر من اكتئاب حاد منذ العام الماضي، مع أخذ مضادات الأكتئاب، أود الاستفسار حول مدى استعداد أختي للإصابة بالاكتئاب، وما هي الطرق الوقائية التي يجب اتباعها للتقليل من فرصة إصابتها بالإكتئاب.

أرجو من سيادتكم الرد على استفساراتي، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكر لك اهتمامك بأختك, وحرصك على صحتها, نسأل الله -عز وجل- أن يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك يوم القيامة.

بالنسبة لطول أختك, فالحد الأدنى المقبول المقبول للفتيات هو من 148 سم, وما دون ذلك يعتبر قصر قامة مرضي, أي أن طول أختك هو على الحدود الدنيا المقبولة, وبالتالي وعلى الرغم من أن أختك تعتبر قصيرة القامة, الا أن هذا القصر لا يصنف من ضمن أقصر القامة المرضي.

لكن وكنوع من الاحتياط, خاصة إذا كان كل أفراد العائلة طويلي القامة, فاننا ننصح بأن يتم التأكد من عدم وجود مشكلة ما تسبب مثل هذا القصر في القامة, كنقص هرمون النمو أو قصور الغدة الدرقية أو غير ذلك.

كان من المفترض أن يتم عمل مثل هذه التحاليل قبل سن البلوغ, لأن مرحلة تسارع الطول والاستجابة على أي علاج تكون في الفترة قبل البلوغ، وقبل انغلاق مشاشات العظام ونقاط التعظم فيها، وأهم ما يجب عمله الآن لمعرفة ان كان هنالك مشكلة تؤدي إلى قصر القامة، وإلى عدم انتظام الدورة (كنقص هرمون النمو، أو خلل الغدة الدرقية، أو تكيس المبيضين، أو غير ذلك) هو:

- صورة لرسغ اليد لتقدير العمر العظمي، ومقارنته بالعمر الحقيقي.

- تحليل للدم، ولبعض الهرمونات:

LH-FSH-TSH-PROLACTIN-IGF1-RBS-CBC

إذا تبين وجود سبب فيجب علاج هذا السبب, فهذا سيؤدي إلى انتظام الدورة, لكن بالنسبة للطول، فالأمر يسعتمد على العمر العظمي، فإذا تبين بان مشاشات العظم قد انغلقت, فمن غير المتوقع أن يزداد الطول, لكن هنالك احتمال لأن تحدث زيادة بما يقارب 2-3 سم، بسبب نمو العمود الفقري إلى عمر 18 سنة، وأنصح أختك باتباع نمط حياة صحي، مع ممارسة الرياضة بشكل يومي, فهذا سيزيد من وزنها وسيساعد في إكمال نمو العمود الفقري.

نسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك وعلى أختك ثوب الصحة والعافية دائما.
ـــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة، وأمراض العقم.
وتليها إجابة الدكتور: محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي، وطب الإدمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــ

أفادتك الدكتورة رغدة عكاشة جزاها الله خيراً إفادة طيبة جداً في موضوع أختك، فأرجو أن تتبع ما وجهته لك من نصائح وإرشاد.

أما بالنسبة لك -أيها الفاضل الكريم- فموضوع الاكتئاب حقيقة نحن لدينا محاذير كثيرة حول هذه التشخيصات، كثير من الناس يأتي بشيء من عسر المزاج أو الحزن والكرب الوقتي، ويعتبرونه أن ذلك اكتئاباً نفسياً، لا، الاكتئاب النفسي له معايير تشخيصية بمعنى أن الأعراض يجب أن تكون مستمرة لفترة معينة، وكذلك نوعية الأعراض وهكذا، أنا الآن حقيقة لا أريد أن أقول لك أنك لا تعاني من اكتئاب حاد، لأن مشاعرك أنت هي التي تقيس هذا الأمر وغالباً قد تكون عرضت نفسك على طبيب ما دمت تأخذ المضادات الاكتئاب.

إذاً إذا افترضنا أنك بالفعل تعاني من اكتئاب نفسي، أولاً لا بد أن تسعى أن تعالج نفسك إسلامياً وسلوكياً واجتماعياً، إسلامياً يجب أن تحرص على الصلاة في وقتها، ويجب أن تحرص على تلاوة شيء من القرآن وكذلك الدعاء وخاصة أذكار الصباح والمساء، الأمر الثاني -أخي الكريم- على النطاق الاجتماعي يجب أن توسع من شبكتك الاجتماعية، وتكون إنسانا لك حضور اجتماعي، تكوين صداقات الطيبة والجميلة، الشعور بمسؤولية حيال أسرتك وأهلك، وقد أعجبني جداً اهتمامك حقيقة بأمر أختك، هذا دليل أنك شخص فعال أنك تريد أن تفيد نفسك وتفيد من حولك، خاصة أعضاء أسرتك، فهذه الفاعليات الاجتماعية هي من أفضل الطرق التي تحاصر الاكتئاب النفسي محاصرة تامة، وسلوكياً -أخي الكريم- دائماً أسعى إلى أن يكون فكرك إيجابي وكذلك مشاعرك وأفعالك، هذه الوسائل متميزة لعلاج الاكتئاب وربما تكون أفضل من الأدوية في بعض الأحيان.

بالنسبة لموضوع أختك واستعداده للإصابة بالاكتئاب النسبة ضئيلة جداً على المستوى الوراثي، أما على المستوى البيئي فقد يكون التأثير موجود، لذا أريدك أن تكون بالفعل شخصاً يقظاً فعالاً، ولا تشعر أختك بأنك تعاني من أي نوعاً من العجز أو القصور النفسي على وجه الخصوص، هذه هي أفضل الطرق الوقائية، في ذات الوقت يكون من الجميل والجيد أن تساعد أختك في أن تطور مهاراتها، مهاراتها على النطاق الاجتماعي، فيما يتعلق بأعمال المنزل، القراءة، الاطلاع، أن تلعب دوراً حياتياً وظائفياً حقيقياً هذا يساعدها كثيراً، وطبعاً الحرص على أمور دينها أيضاً سوف يعطيها ثقة كبيرة جداً في نفسها، هذه هي السبل التي تقلل من القابلية أو الاستعداد لإصابة بمرض الاكتئاب النفسي والأمراض المشابهة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً