السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة، متخرجة من الجامعة، أعيش في صراعات داخلية مع نفسي، وأعيش صراعات أهلي اليومية.
أبدأ بأهلي حيث أننا منذ صغرنا والشجارات يوميا لا تنتهي، والآن حتى بعد وفاة أبي مازالت تلك الشجارات بين أخواتي البنات، الغيرة والكره والحقد تملأ بيتنا، حتى صار الانقطاع بيننا لا نتكلم مع بعضنا، ولا نجلس على طاولة واحدة، أغلب أفراد عائلتي لا يصلون، وإن صلوا يوما يتوقفون دهرا، لا أستطيع النصح، فلا يحق لي التدخل في أمورهم، أحس بأن عينا قد أصابتنا بسبب تفوقنا في الحياة العلمية والعملية، فالكل يحسدنا على ذلك، هل من نصيحة لهذه المشكلة التي أرهقت عقلي ونفسي؟
أما عن نفسي ففي خضم هذا الجو صرت بعيدة جدا عن الله، أصلي بجسد بلا روح! كرهت الحياة، لا طموح ولا أمل يملآن قلبي، مات قلبي، وأحاول إحياءه لكن دون جدوى، أحس بالفراغ الروحي، فحتى حين أسمع القرآن لا أتأثر كثيرا.
كنت فتاة مثابرة طموحة، أحفظ القرآن، وأدرس جيدا، غير أن كل شيء تغير، لا أحس بطعم للحياة، ولا فائدة من بقائي فيها، خصوصا بعدما مرضت بالتهاب الكبد ب، وصار مزمنا مما أحبطني، حتى الزواج محوته من عقلي؛ لأنه كانت لي تجربة سيئة بسبب مرضي، فلقد قبل بي أحدهم وبمرضي، ولكن في الوقت الذي من المفروض أن يتقدم لأهلي فاجأني برفضه لي بسبب مرضي، فبعد هذا اعتبرت أن كل من يتقدم لي سيكون نفس الشيء، وبهذا أصبحت في دائرة مغلقة، لدي امتحان مصيري بعد مدة قصيرة، لا أستطيع الدراسة لأني أرى بأنه لا فائدة من ذلك، فحياتي انتهت، وحتى حالتي الصحية تدهورت، فأنا ضائعة!
أرجوكم اعتبروني ابنتكم أو أختكم وانصحوني، فأنا شخص كتوم لا أحب أن أقلق أهلي بمشاكلي، وبارك الله فيكم ووفقكم.