السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاه عمري 18 عام، منذ صغري وأنا هادئة، ولدي أعراض رهاب وخجل من الناس، أما في البيت فأنا نشيطة ولي وجودي، أتذكر مواقف كثيرة لي وأنا طفلة، حيث كنت أشعر فيها بالدونية؛ ربما لأنه ليس لي أخوات في عمري لكي يعلمونني الجرأة، أو لأن أمي لم تعرف كيف تربيني، أو أن هناك خللاً في دماغي يجعلني ضعيفة ومنكسرة وعديمة الثقة!
كبرت وكبرت معي هذه المشكلة، فأنا لا أستطيع المشاركة في الحوارات مع الناس كثيرا، ولست اجتماعية، وليس لدي ثقه بنفسي، لا أعلم ماذا أفعل!
والشيء الذي يقتلني كل مرة أتذكر فيها كلام الناس، فأنا حساسة جدا، وكلامهم جارح لا يرحم، فمثلا: إحدى البنات في المدرسة قالت لي وهي ساخرة: فلانه ليس لديها شخصية -وكانت تقصدني-. ومرة أخرى جلست جلسة مصارحة مع خالتي، وكنا نتكلم عن أنفسنا، فقالت لي: ينقصك الثقة بنفسك، ووجود الاكتئاب. مع العلم أنني من عائلة محترمة، فأبي إمام مسجد، وأمي إنسانة محترمة، ولها سمعتها الجيدة، وواثقة من نفسها، وأن على العكس منهم.
لا أعلم كيف لم أصبح مثلهم! فأنا إنسانة لدي بعض أعراض الرهاب، وعدم الثقة بالنفس، والنظرة الدونية للنفس، وأكره المناسبات الاجتماعية وأتوتر، وغالبا أجلس وحدي لأنني لا أتجرأ على الاختلاط مع الفتيات، أو قد أجلس معهم، لكن أبقى صامته، ويكون واضحا علي بأن ثقتي مهزوزة، ففي أيام المدرسة كنت متفوقة وممتازة عند جميع المعلمات، لكن لم أستطع أن أكون صداقات حتى الآن، هذا نتيجة كبت مشاعري، فصبري يكاد ينفد من هذه الحالة.
كما أريد أن أسألكم: لدي عمة مصابة بمرض نفسي، لا أعلم ما هو بالضبط، لأنها تسكن بعيدا عنا، ولا نراها إلا نادرا جدا -شفاها الله وعافاها-، أتوقع من كلام الناس أنها تعاني من الشك أو الفصام، كما أن جدتي لأمي وأم أبي يعانون من مرض نفسي، فخفت أن يكون الأمر وراثيا، فهل جميع الأعراض التي ذكرتها قد تتطور لهذه الأمراض النفسية؟ وهل يمكنني تغيير نفسي للأفضل؟ وهل ثبت طبياً أن أشخاصًا استعادوا ثقتهم بأنفسهم؟
كيف أنسى كلام الناس وأغير صورتي في أذهانهم؟ فجميعهم يعرفون أن شخصيتي ضعيفة وخجولة؟ وكيف أكون فتاة جريئة وقوية؟ فأنا مهما تظاهرت بالقوة يقولون لي بأنني ضعيفة.
لا أظن أنني أستطيع شراء أدوية نفسية لأسباب منها: نظرة المجتمع، وعدم سماح والدي بذلك، كما أنني أسكن في قرية وأعتقد أنها لا توجد هناك -أي الأدوية-، فهل حالتي تحتاج لعلاج دوائي؟
وشكرا لكم.