الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهرب من مشاكلي بالاستغراق في النوم فترات طويلة، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة في 47 من عمري، لديّ ولد وبنت في الجامعة، وأنا أرملة منذ عشر سنوات. عشت حياة قاسية في الزواج مليئة بالمشاكل والصعوبات، وبعد الوفاة عشت حياة قاسية ومشاكل مع أهل زوجي على الميراث. دخلت المحاكم وواجهت فيها صعوبات لا أتحملها، وكانت النتيجة أن أصبحت لديّ مشكلة وهي أنني أهرب من أي شيء صعب بالنوم الكثير، يصل إلى 12 ساعة، هروبًا من الموقف وعدم المواجهة؛ وبذلك تتعطل حياتي، كما أهمل البيت وشؤون المنزل نتيجة لحالتي النفسية.

أريد حلًا يخرجني من هذه المشكلة ويعيدني إلى المواجهة. أشعر بالعجز والخوف من الإقدام على أي شيء.

أنا عاطفية جدًّا، وأفعال الناس لها تأثير عميق عليَّ، الكلمة الطيبة تجعلني أميل للشخص ميلًا قويًا، ولو كانت المعاملة سيئة تؤثر على نفسي تأثيرًا قويًا. هل هذا أمر طبيعي أم أن شخصيتي عاطفية زيادة عن اللزوم؟

أتحدث مع أولادي بكثرة وأعيد وأزيد في الكلام، فأفضل أن أقول لهم: أنا أحبكم، أنا محتاجة لوجودكم بجواري، أنا أحب ربنا، لشعوري بأنني وحدي في هذا العالم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في المقام الأول، يبدو أن لديكِ بعض الصعوبات المتعلقة بالشخصية، فالحساسية المفرطة والعاطفية الشديدة تجعلانكِ تتأثرين بشدة بمن حولك. وللأسف الشديد، مررتِ بأحداث صعبة في حياتكِ منذ الزواج ووفاة الزوج، والآن تواجهين صراعًا في الميراث، ويبدو أنكِ لم تستطيعي التأقلم أو التغلب على هذه الصعاب. ولذلك، لجأتِ إلى هذه الدفاعات النفسية السلبية بالهروب من المواجهة، مثل النوم الشديد، وأظهرتِ أعراضًا اكتئابية مثل إهمال البيت والأولاد.

لذلك -أختي الكريمة- أنت تحتاجين في المقام الأول إلى جلسات نفسية لمساعدتكِ في الخروج مما تعانين منه. وهنالك الآن مهارات لتقوية الذات يمكن اكتسابها من خلال جلسات نفسية مُحدَّدة، تتضمن إرشادات وتعليمات لكيفية تقوية الذات، لتصبحي أكثر قدرة على مواجهة مشاكل الحياة والتخلص من السلبيات.

ففي المقام الأول، أختي الكريمة، علاجكِ هو علاج نفسي، ولا بأس من تناول بعض الأدوية التي تساعد في ذلك. ويحضرني هنا دواء (فلوكسيتين - Fluoxetine) بجرعة كبسولة واحدة بعد الإفطار، بتركيز عشرين مليجرامًا، فهو مضاد للاكتئاب ومنشِّط، ولذلك يُقلل من النوم الكثير بإذن الله تعالى.

ويا حبذا لو تم الجمع بين العلاج النفسي - كما ذكرتُ - وبين تناول الدواء (حبوب الفلوكسيتين)، فهنا تكون الفائدة أعم وأشمل. ويمكن الاستمرار على هذه الحبوب لفترة تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف عنها دون تدرُّج، لأن الفلوكسيتين لا يحتاج إلى تدرُّج عند التوقف عن تناوله.

وفقكِ الله وسدد خطاكِ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً