السؤال
السلام عليكم.
لقد فقدت والدي منذ سنة ونصف بمرض السرطان، تقبلت الخبر جيدا وقتها ولم تحدث معي صدمة خبر الوفاة كما أسمع، لا أنكر أنني بكيت، لكن ليس لمدة طويلة، وليس أمام الناس، كما كنت أرى الناس يبكون على فقدان أبويهم، وكنت أتماشى مع الأمر جيدا، ولم أبك أمام صديقاتي أبدا، وكنت أتحدث عن أبي بشكل طبيعي، وكنت مستغربة من ردة فعلي؛ لأنني كنت على علاقة قوية جدا بوالدي، ولكن تغير هذا الشيء.
قبل ثلاثة أسابيع سألتني زميلة لي عن عمل أبي، وبالعادة أستجيب بشكل طبيعي للسؤال، لكن وقتها ولسبب لا أعلمه ارتفعت دقات قلبي، وأصبح وجهي محمرّا جدا، وأصبحت قدماي ومعدتي وقلبي يؤلمونني، وفقدت القدرة على الكلام ومن وقتها والحالة هذه بالإضافة إلى نوبات بكاء شديدة، ونوبات من القلق والحزن العارم، والرغبة بالموت تأتيني، ففقدت القدرة على الحديث لمن حولي، وفقدت الرغبة بالأكل والضحك، وحتى الأمور التي كنت اشعر بقمة السعادة بفعلها أصبحت تزيد وجعي وهمي.
ذهبت للطبيبة فأعطتني دواء انديكاردين لتسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، ولكني ما زلت أشعر بنفس الأوجاع، وعدم القدرة على الحديث؛ لأنني إن تكلمت ستصيبني نوبة فزع وهلع، وكلما تذكرت هذه النوبات تأتيني بقوة، حتى أنني بدأت أشعر بالفترة الأخيرة بأنني أفقد السيطرة على حياتي وفقدان الأشخاص من حولي، وهذه الأفكار تزيدني رعبا، فما الحل؟