السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مررت خلال الفترة السابقة بتجربة مريرة، جعلتني أتساءل عن ابتلاء الله للعبد وحكمه، فأنا فتاةٌ في التاسعة والعشرين من عمري ولم أتزوج حتى الآن، وأقسم بالله العظيم الذي لا إله إلا هو أن أهلي لم يتركوا باباً إلا وطرقوه في محاولةٍ للبحث عن الزوج المناسب لي، وأقسم بالله العظيم كذلك أننا لا نتعسف في متطلبات الزواج، بل نتبع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكننا نفاجئ بأن من أمامنا ينظر إلى تنازلاتنا الكثيرة بعين الطمع والجشع، فيطمع في أن نتكفل نحن بتكاليف الزواج من أولها لآخرها؛ حتى لا ينفق من أمواله الخاصة، وبالتأكيد هذا الأمر مرفوض شرعاً وعُرفاً.
وسؤالي هو: أنني قد بلغت التاسعة والعشرين من العمر بدون زواج، وبدأت أعاني من خلل في الهرمونات نتيجة لتأخر سن الزواج، وهذا أمرٌ كنت أعلم أنه سيحدث آجلاً أم عاجلاً، ولكن لماذا يبتليني الله بهذا الأمر وأنا طالبة للزواج وباحثة عن الزوج المناسب، ولم أرفض تطبيق سنة الحبيب المصطفى؟
لماذا يبتليني الله بهذه المتاعب الصحية بسبب أمر لا دخل لي فيه؟
ما ذنبي في أن أكون فتاة غير مرغوب فيها من قِبل الرجال؟
ما ذنبي في أنني فتاة تربيت على الأخلاق الإسلامية، ورفضت تجاوزات مُدعي التدين من الشباب المتقدم لخطبتي، فيتم رفضي بسبب التزامي الديني؟
ما ذنبي في أن الله لم يخلقني شبيهة بنانسي عجرم أو هيفاء وهبي وأن بشرتي ليست بيضاء وقوامي ليس فرنسياً؟
ما ذنبي في كل هذا حتى تزداد حسرتي بحدوث خلل هرموني بداخل جسدي نتيجة لعدم زواجي حتى الآن؟
أرجو أن تفيدوني لأنها مشكلة الكثير من الفتيات، ولكن القليلات منا من تستطيع التصريح بما تُعاني منه.
وجزاكم الله خير الجزاء.