السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ضاقت بي الدنيا، ومررت بمشاكل كثيرة، ولدي أربعة أطفال، وأبلغ من العمر35 سنة.
أنا إنسانة متعلقة بأهلي كثيراً، وأعشق قضاء الوقت بينهم بالفترة الأخيرة، أمي أصبحت تتضايق من الأطفال وإزعاجهم، فخففت زياراتي لهم، خصوصاً في أيام اجتماع أخواتي وأطفالهم.
في الفترة الأخيرة والدتي كررت قول: (لا تأتين لنا وخليك في بيتك، أنا لا أستطيع تحمل وجودكم)، لاحظت أنها كررت الكلام لي أكثر من أخواتي، وأنا أسعى لنيل رضاها بكل السبل، وأقدر الظروف التي مرت بها، بسبب سجن أحد إخواني، وسفر الآخر، ومشاكل أخواتي مع أزواجهم.
قلت في نفسي ربما لو أنني تأخرت وقللت زيارتي لها تشتاق لي، لكنني وجدتها لا ترغب بوجودي مع أنها تحب أطفالي، لا أعلم سر تعاملها الغريب معي؟
بيني وبين إحدى أخواتي سوء تفاهم، وأعلم أنها تشي بي عند والدتي، قلب الأم كبير ويتسع الجميع فماذا تطردني؟ لا أستطيع العيش دون سماع صوت أمي كل يوم، ولا أستطيع أن يمر الأسبوع دون رؤيتها، الحياة ليست مضمونة، أخشى أن يتوفاها الله -لا سمح الله- وأنا لم أرها، أو أن يحصل لها مكروها -لا سمح الله-، قد أموت حينها من شدة الحسرة.
أحب لمة أهلي بوجود والدتي ووالدي وإخوتي، لكن لا حياة لمن تنادي، انحرمت من وجودي بينهم لأسباب لا تقنعني، اليوم سمعت كلاما أشد من القتل بعد مشادة وقعت بيني وبين إحدى أخواتي، مع العلم اختصرت الكلام حتى لا تكبر المشكلة، لكن أختي كادت أن تضربني بآلة حادة، وأثارت غضب أمي، وقالت لوالدتي: (إذا أتيت لزيارتكم فلانة لا تأتي، وتقصدني أنا)، قالت أمي: (كلكم اذهبوا لمنازلكم ولا تأتوني إلا بالمناسبات)، ثم طلبت من أخي أن يأخذني معه وهو خارج، وطلبت أن لا أعود لزيارتها، وأن أعتبرها ميتة، جرحني كلام والدتي كثيرا، واتصلت بزوجي وجاء وأخذني.
أعلم بأن أمي غضبت مني، ولكن ليس إلى هذا الحد، لا أرى للحياة أي قيمة، وما تبقى من حياتي لا يستحق العيش، أهلي لا يرغبون بوجودي فما فائدة الحياة؟
أشعر بأن أطفالي لا يستحقون أن أكون والدتهم، ولا يستحقون وجودي في الحياة، ربما لو توفيت حياة الجميع ستكون أجمل، تنهمر دموعي عندما أنظر بعين أطفالي وهم يتحدثون.
أرغب بالانتحار لأنهي هذه المأساة التي أعيشها، شعور أن أعيش مغتربة بالحياة شيء لا يطاق، ربما وجودي سبب القلق لهم، وربما الحياة من دوني أفضل، ليس يئساً ولا ضعفاً ولكن لكي أرتاح ويرتاحون.
أرجوكم ساعدوني فأنا أمر بحالة انهيار تام، ربما كلامي كثير وغير مرتب، لكن أرجو أن تكون وصلت لكم المعاناة التي مررت بها، وعذراً على الإطالة، وأرجو الرد.