السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 22 سنة، توفى والدي وعمري 9 سنوات، لي أخ وأختين، وأنا أصغر فرد في الأسرة، أختي الوسطى تكبرني بخمس سنوات، وهي متزوجة، ولدي أطفال ذكور الأول سنتين ونصف، والثاني ستة أشهر.
مشاكلي كثيرة وأحاول تلخيصها في الآتي: أتردد في أي كلام وأحيانا ألوم نفسي، هل ما قلته صائب أم جارح أم سيفهمني الآخرين بشكل خاطئ؟ أعذب نفسي بالتفكير في التفاصيل عند تعاملي مع الناس، أتذكر عندما كنت صغيرة تضحك عائلتي في تعابيري الطفولية البريئة، ويتكلمون عنها في أحاديثهم، وهذا ما جعلني أتردد في كلامي، ولأنني أصغر فرد في العائلة الكبيرة، فالكل يتعامل معي بأنني طفلة صغيرة، حتى بعد الزواج والأمومة.
معاملتهم لي بهذه الطريقة تشعرني بعدم ثقتهم في أفكاري وآرائي، فهم بصراحة لا يشعرونني بأي تقييم، بينما أسمع الكثير من الثناء على إخوتي وبنات خالاتي، ليس في تربيتنا ثقافة الثناء وتعزيز الثقة في النفس، أنا أفتقد ذلك الشيء، مما يجعلني لا أستطيع احترام نفسي، ودائما حديثي الداخلي سلبي، أنا لا أستطيع، وأنا مهما أفعل لا أحد يعترف بإنجازاتي.
كل هذه الأفكار تتعبني كثيرا، ومزاجي السيء ينعكس على أدائي في البيت واهتمامي بأولادي، وكذلك مع صديقاتي، طوال رحلتي الدراسية عدد معارفي لا يتجاوز أربعة أفراد، والصداقة تنتهي بانتهاء المرحلة، تعقدت كثيرا، لماذا أنا لم أنجح في تكوين الصداقات؟ على الرغم من أنني أحب الناس والاختلاط، وأتمنى أن أشعر بأنني مقبولة ومؤثرة.
في الجانب التطويري أسعي دائما لتطوير نفسي، وأعترف أنني عندما كنت صغيرة لم أهتم كثيرا بالقراءة، ولا بالبرامج الثقافية، فاكتشفت بأن ثقافتي ضحلة، وبدأت بعد تخرجي بشراء الكتب وبدأ فكري يتوسع، لكن فكرة أنني لا أستطيع، وأنني أقل مستوى مقارنة بمن حولي تسبب لي الفتور.
أريد التخلص من كل العقد حتى أستطيع مجابهة الحياة بصعوباتها، ولأربي أولادي تربية نفسية سليمة، ساعدوني.
وجزاكم الله خيرا.