الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العقل بمرحلة اللاوعي هل يمكنه الاقتناع عبر كثرة التفكير والتخيل الآني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب وأود الاستفسار: هل يمكن أن يقتنع العقل اللاواعي بفكرة معينة من خلال كثرة التفكير فيها، وعبر التخيل الآني، والشعور العميق والدقيق بالفكرة، على سبيل المثال: أنني أحفظ الشيء بسرعة بعد أول قراءة له.

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لقمان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يعد موضوع العقل اللاواعي أو الإدراكي من الأمور التي يدور حولها كثير من الخلافات، سواء في تحديد ماهيته ومكوناته، أو ما يؤثر عليه، كلها أمور يصعب تحديدها، حتى أن بعض العلماء لا يعترفون بشيء يسمى باللاوعي، لكن قد يكون في ذلك شيء من المبالغة.

أيها الفاضل الكريم: تعامل مع نفسك بصورة طبيعية جدًا، ولا تدخل في هذه المتاهات، وأقصد تطور ما يسمى بالعقل اللاوعي أو الإدراكي من خلال كثرة التفكير والتخيل الآني.

هذا الأمر ليس صحيحًا وليس مفيدًا، عليك أن تستقبل المعلومات بكل رغبة، وتتأمل فيها وتحللها؛ لأن ذلك يساعدك على تخزينها في الدماغ بصورة صحيحة، وحين أقول الدماغ، لا أعني اللاوعي، ففي الدماغ مراكز لتسجيل المعلومات، وبعد أن تخزن يستفيد منها الإنسان عند الحاجة لها، بشرط أن يكون بالفعل قد فهمها منذ البداية، واستنبطها بالشكل الصحيح، هذه الطريقة الصحيحة.

والحفظ -أيها الفاضل الكريم- ليس أعلى درجات الإدراك الإنساني أبدًا، إنما التحليل والاستنباط هو الأعلى، هذا فيما يخص السلم الإدراكي لدى الإنسان، والحفظ -أخي الكريم- يعتمد على رغبة الإنسان وعلى وقته، وعلى الشيء الذي يريد أن يحفظه، مثلًا: الإجهاد النفسي والجسدي لا يساعدان أبدًا على الحفظ، والحفظ في فترة الصباح بعد أن ينام الإنسان نومًا جميلًا ويستيقظ، فهذا من الأوقات الطيبة؛ لأن الدماغ يكون قد تعرض لعملية ترميم كاملة، والبكور فيه بركة كثيرة، والسعة الاستيعابية والإدراكية وسعة الحفظ تكون أعلى في مثل هذه الأوقات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً