لو سمحتم أريد معرفة فعالية عملية الشرخ الشرجي بالليزر، هل هي تقنية حديثة ومضمونة النتائج؟ أرجو الشرح الوافي، أم أن هذا الموضوع يعتبر خرافة؟ والأفضل الجراحة، وأرجو توضيح الفرق بين الليزر والكي والتبريد للشرخ الشرجي.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشرخ الشرجي إما أن يكون حادا لم يمر عليه 6 أسابيع، ويحدث نتيجة مرور غائط صلب فيؤدي ذلك إلى شق في الغشاء المخاطي المبطن للشرج، فيحدث ألما وربما نزيفا عند التغوط، ويحدث تقلصا في عضلة الصمام الداخلي للشرج، كرد فعل من الجسم؛ مما يؤدي إلى نقص التروية في المكان، وبالتالي تأخر شفاء الشق أو الشرخ الشرجي، وهذا هو سر تأخر شفاء الشرخ الشرجي وسر الألم الذي يحدث عند التغوط، وهو أيضا يمثل فلسفة الجراحة، حيث يقوم الجراح بعمل شق على جانبي فتحة الشرج ليصل إلى الصمام الشرجي الداخلي، ويقوم بقص جزئي لأليافه، سواء بالمشرط العادي أو الكهربائي أو الليزر، فيؤدي قطع ألياف عضلة الشرج الداخلي إلى ارتخاء العضلة ووصول المزيد من الدم إلى منطقة الشرخ، مما يؤدي إلى شفائه، وإلى سهولة إخراج البراز، وتلتئم بعد ذلك الألياف بعد شفاء الشرج الشرجي.

في حالة الشرخ الشرجي الحاد فإن العلاج الطبي يفيد كثيرا في علاجه، ولا حاجة إلى إجراء عملية جراحية، وكما شرحنا لك في الاستشارة السابقة فإن التخلص من الإمساك هو أهم خطوة في علاج الشرخ الشرجي، من خلال الإكثار من السوائل والطعام الذي يحتوي على الكثير من الألياف، على أن يكون ذلك أسلوب حياة فيما بعد، لتجنب عودة الشرخ أو البواسير.

لاشك أن إجراء العملية بالليزر وهو عبارة عن حزمة من الإشعاع الحراري الذي يقوم مقام المشرط الجراحي في قطع ألياف العضلة الداخلية المتقلصة، والتي تؤخر شفاء الشرخ الشرجي، وتؤدي إلى ضيق في فتحة الشرج؛ مما يزيد من الألم والخوف من التغوط، وارتخاء العضلة الداخلية بعد قصها جزئيا، وتخثر الأنسجة المتليفة المحيطة بالشرخ، كل ذلك يساعد في الشفاء السريع والعودة للعمل وإلى الحياة الطبيعية بشكل أسرع، وفي حال عدم وجود متخصص في جراحة الشرخ بالليزر فإن الطرق التقليدية ما زالت جيدة لجراحة الشرخ الشرجي، مثل الكي أو التبريد والمقص الجراحي العادي.

وفقك الله لما فيه الخير.