السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عمري 19 عامًا، أشعر أني مختلفٌ عن الناس، فأنا كثير التفكير، أفكِّر في كلِّ شيء، ومقتنعٌ وعلى يقينٍ بأني خُلِقْتُ لتأدية رسالةٍ ساميةٍ تُفيد البشرية جمعاء، فأحلامي ليس لها حدودٌ، وإن كانتْ مَثارَ سخرية، لكني أملك إيمانًا بالله ويقينًا بأني سأُحَقِّق هذه الأحلام، وكأني أرى ذلك اليوم. أحيانًا أتخيَّل أني وصلتُ إلى هذا الحلم، وأبدأ في تمثيل وتخيُّل أني حققتُه بالفعل.
بصراحة، أشعر أن الأشخاص الذين في عمري تافهون وأغبياء، فمعظم أحاديثهم فارغة، وليس لديهم أحلامٌ ولا طموحاتٌ ولا أهدافٌ. يجلسون في مكانٍ واحدٍ طوال اليوم يتحدثون عن أعراض الناس وأمورٍ تافهة، حتى إنني كرهتُ جلوسَ ومخالطةَ هذا النوع من الناس. فأنا أراهم فاشلين، وسوف أصبح مثلهم إذا جلستُ معهم.
طريقةُ تفكيري تعتمد على المنطق، وأسلوبُ تفكيري أسلوبٌ علميٌّ يعتمد على الأدلة المنطقية لإقناع عقلي بأيِّ شيءٍ، حتى في الدِّين؛ فإذا سمعتُ فتوىً عن شيءٍ محرمٍ أسأل نفسي: لماذا حرَّم الله كذا؟ ولماذا لم يُحلِّل كذا؟ دائمًا أسأل نفسي في كل شيء: لماذا؟ وكيف؟ ولِمَ لا؟ كأنَّ التفكير لديَّ غريزةٌ أريد أن أُشبعها ببعض الإجابات!
أحاول أن أُبَرِّر كلَّ شيءٍ يحدث لي بأدلةٍ منطقيةٍ يقتنع بها عقلي؛ لأنَّ عقلي لا يقتنع إلا بالمنطق؛ هذا أولاً.
ثانيًا: يلعب الخيالُ دورًا مهمًّا في حياتي، فأنا دائمًا أتخيَّل وأفكِّر في كلِّ شيء، أفكِّر وأنا آكل وأنا أشرب وأنا نائم وأنا أتحدَّث، وأحيانًا وأنا أتحدَّث أشعُر أني أتحدَّث بـ 10% فقط من تركيزي، والباقي أكون مُشَتَّتًا فيه؛ سواء في تخيُّلاتٍ أو أفكارٍ أو ألغازٍ لم أجد لها إجابةً بعدُ.
لا يهدأ عقلي عن التفكير، وعندي قدرةٌ على تحليل المواقف، وفَهْم التصرفات، مع أني لستُ من هواة علم النفس، فكلُّ هذا يحدث لا إراديًّا وسريعًا جدًّا، كأني أصبحتُ محترفًا في التحليل والتفكير والبرهنة من كثرة التفكير.
أشعر أن الأمر مبالغٌ فيه، فأنا أحلل كلَّ الأمور وأتخيل حلولًا وتوقعات.
ملخص السؤال:
شاب في فترة المراهقة يشعر بالاختلاف عن الآخرين، وينغمس في الآمال والطموحات حتى يشعر وكأنه يعيش فيها ويتصرف بناءً عليها. كما أنه يحاول تعليل كل شيء بسؤاله لنفسه: لماذا؟ وكيف؟ ولِمَ لا؟ ويسأل: ماذا أفعل بهذا الشعور؟