السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على جهودكم الجبارة في إفادتنا في أمور ديننا ودنيانا، جعلها الله في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة، عمري 23 سنة، ظروفي الاجتماعية جيدة والحمد لله، ملتزمة بديني، وأسعى دائما للالتزام أكثر إن شاء الله، لكن مؤخرا صرت أعاني من مشكلة وهي: أنني كلما تعرفت على شخص جديد مثلا زميلة أو زميل، أو التقيت أحد أقاربي وتحدثت معهم، أبقى دائما أتخيل أنهم معي بعدما أرجع للبيت، وأتخيل أنهم يتحدثون معي: (طبعا وأنا مدركة أنهم غير موجودين)، وأنهم يراقبونني في أعمالي، وأبقى أفكر فيهم وأؤلف قصصا، وأتحدث معهم سرا، وأحيانا بصوت مرتفع.
المشكلة تفاقمت أكثر عندما صار التفكير فيهم أثناء قيامي بالعبادات، خاصة أثناء تلاوتي للقرآن، أتخيل كأنهم في البيت، وأنهم يسمعونني ومن غير إدراك أجد نفسي أحسن من قراءتي، أخشى أن يكون هذا تعلق بغير الله؟ مع أنني عندما أقرأ تكون نيتي لله ومن أجل الأجر.
حاولت مرارا الابتعاد عن هذه التخيلات، لكن دون جدوى، خاصة وأنها تستنزف أغلب الوقت خلال يومي، مثلا عند ركوبي المواصلات لا أستطيع الذكر أو المطالعة بسبب أحلام اليقظة هذه، وحتى في المحاضرات أحيانا، وقبل أن أباشر صلاتي أبقى حوالي 10دقائق أو أكثر شاردة أنسج قصصا وتخيلات، وبسبب هذا أصبح تركيزي يقل، وعلى عكس ما كنت من قبل أصبحت كسولة، وغلب علي طبع التسويف والمماطلة، وقلت عزيمتي على القيام بالأعمال وممارسة هواياتي، ودائما أشعر بتأنيب الضمير وألوم نفسي كثيرا.
أسأل الله أن يغفر لي، وبارك الله فيكم.