السؤال
أنا طالب بقي لي سنة واحدة في الدراسة، وتهزمني شهوتي في كل مرة، لا أستطيع أن أغض بصري خاصة مع وجود تبرج فظيع.
أنا في حيرة، ماذا أصنع؟ وكيف أتغلب على العادة السرية؟ علماً بأني أحفظ القرآن، تهزمني صور النت والفيديو كليب في كل مرة.
أنا طالب بقي لي سنة واحدة في الدراسة، وتهزمني شهوتي في كل مرة، لا أستطيع أن أغض بصري خاصة مع وجود تبرج فظيع.
أنا في حيرة، ماذا أصنع؟ وكيف أتغلب على العادة السرية؟ علماً بأني أحفظ القرآن، تهزمني صور النت والفيديو كليب في كل مرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيذنا وإياك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إن حفظ القرآن ليس بحفظ حروفه وتضييع حدوده، ولكن الفلاح أن يحفظ الإنسان حروف القرآن ويطبق حدوده، ويدور معه حيث دار، وأنت ـولله الحمدـ استطعت حفظ القرآن وخالفت النفس فصمت رمضان فتركت الشراب والطعام رغبة في رضا الرحمن، فيكف تهزمك رؤية النسوان!؟
أرجو أن تعرف أن إطلاق البصر يضيع على الإنسان كثيراً من فرص النجاح؛ لأنه يفسد القلب ويشتت الذهن ويجلب الهم والغم، وأحسن من قال:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظرُ
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابرُ
النظر سهم مسموم من سهام إبليس، وإذا كان السهم مسموماً فإنه يفسد الجسد كله، وهكذا تفعل النظرة المحرمة بصاحبها والعياذ بالله.
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحباً بسرور عاد بالضرر.
تكرار النظر لا يفيد ولكنه يضر صاحبه أبلغ الضرر، ولذلك لما سأل عليه الصلاة والسلام عن نظرة الفجأة قال: (اصرف بصرك فإنما لك الأولى وليست لك الثانية)، وقد أمر الله المؤمنين والمؤمنات بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وبين سبحانه أن ذلك سبيل إلى صلاح قلوبهم وزكاة نفوسهم، والله هو الخبير بما يصلح أحوال عباده سبحانه.
لا شك أن ممارسة العادة السيئة هو الثمرة المباشرة لتوسعك في النظر الحرام، وهذه الممارسة تؤثر على كل خلية في جسم الإنسان وتورث صاحبها الضعف والهزال، وتؤثر على التركيز والتحصيل، وتجعل الإنسان انطوائياً ومهزوماً نفسياً يشعر بتأنيب الضمير، ولا توصل إلى الإشباع لأنها طريق لم يشرعه الله، ومن يكثر ممارسة العادة السرية مصيره الفشل في أداء وظائفه كرجل؛ فهي سبب للضعف الجنسي، وهي قبل كل هذا تجلب غضب الله -والعياذ بالله-.
لا شك أن صور النت والفيدو كليب أخطر بكثير من النظر المباشر؛ لأن الأشرار قد اجتهدوا في تزيين الصور وبالغوا في أساليب العرض للمفاتن، فاتق الله في نفسك واعلم أن الله لا تخفى عليه خافية.
إذا تماديت في طريق الغفلة فإن النتائج ستكون وخيمة، فابتعد عن هذه الموبقات، ولا تطفئ نور القرآن في قلبك بظلمة المعاصي، وتذكر أن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصٍ، فتعوذ بالله من الشيطان، وجالس الصالحين من الإخوان، وابتعد عن مواطن النسوان، وأشغل نفسك بالذكر والقرآن، واطلب النجاة من الكريم الرحمن.
والله الموفق.