السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
كان عندي زوجة ولي منها 4 بنات وولد، مرضت هذه الزوجة وأولادي كلهم صغار، وقدر الله أن أتزوج ثانية، وأكبر بناتي في الرابعة عشر من عمرها.
عندما تزوجت هذه المرأة وهي طالبة علم شرعي، وقد تربت في بيت علم ودين، كانت بناتي وابني لا يعرفون شيئا من أمور دنياهم ولا دينهم، فأمهم مريضة وأنا كثير الانشغال، تبرعت زوجتي الثانية -جزاها الله خيرا- باحتضان أولادي، وربتهم كخير ما تربي امرأة أولادها، علمتهم القرآن حتى صار الخمسة حفاظا لكتاب الله، وعلمتهم الصلاة والصيام وقيام الليل، وكل ما يلزمهم من العلم الشرعي وزيادة، كما علمتهم أمور دنياهم، حتى ذاع صيت عائلتي، فصار الناس يخطبون بناتي على سمعتهم، وأولادي أحبوها بشدة حتى نادوها بأمي، وصاروا يقولون للناس ويقولون لي نحن لم نر الحياة إلا بعد ما رأيناها، وأنا بعد الله أشهد أنها كانت نعم الأم لهم حتى كأنها أمهم التي ولدتهم، حتى لم تفرق بينهم وبين أولادي منها.
بعد عشر سنوات من تفانيها تدخل أخوالهم وصاروا يوسوسون لأولادي ضد زوجتي التي ربتهم، حتى نجحوا في جعلهم يجحدون معروفها، وفرقوا بين أولادي من زوجتي، وتسببوا في مشاكل أسرية، فجاء أولادي يكذبون عليها ويفترون، ولما سمعت قولهم صدقتهم لأني لم أتوقع أن يكذبوا، وهم على ما أرى من الصلاح، فقمت إليها وضربتها ضربا مبرحا، وبعد أن هدأت وواجهتها بهم اكتشفت أن كلامهم كله كذب وأنهم ظلموها.
فطلبت من ابنتي اللتين افترتا عليها أن يقبلن رجلها بمثابة اعتذار لها، وما في عقلي إلا أنها أمهم التي ربتهم وهن افترين عليها، فرفضت ابنتاي ذلك، وزوجتي رفضت أيضا، لكني أصررت حتى قبلتا رجلها.
فهل أنا آثم بفعلي هذا؟ هل لهذه المرأة حق على أولادي؟ المشايخ عندنا يقولون لا حق لها ألبتة، هي لها جزاء من الله فلتنتظره، أما منهم فليس لها أدنى حق، حتى هي تقول أنا فعلت لله، لذلك لم تندم على ما قدمت بعدما جحدها أولادي، وأنا أسأل كيف لم يجعل لها شرع الله أدنى حق بعد كل هذا التفاني، وكل هذا العطاء؟
والله لقد كانت لهم خيرا من أمهم لو أنها كانت معافاة.