السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في الآونة الأخيرة ابتلي والدي بالخرف, وهو يعلم ذلك، وعلى دراية بأنه ليس طبيعيا, لكنه يرفض ذلك بحجة أن هنالك جهات تنوي أخذ تقاريره الطبية النفسية وفضح أمره, وهو دوما موسوس، وعلى قناعة تامة بأنه محور العالم، وأن العالم كله ضده (كنظرية المؤامرة)، يعامل الناس كلهم بشكل فظ، ويتصرف بشكل سيء غير مبرر البتة, أرشدوني -جزاكم الله خيرا- عن كيفية إقناعه بالذهاب للطبيب والعلاج؟ وما الذي يتوجب علينا فعله تجاهه؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

والدك قد يكون له دراية محدودة بالمرض، وليس دراية كاملة، وإلا لما رفض العلاج، وموضوع أخذ التقارير الطبية النفسية وفضح أمره هذه قد تكون شكوكا مرضية، وما يسمى بالبارانويا وهي تأتي مع بعض أنواع الخرف، وطبعاً هناك أيضاً تغيرات سلوكية تصاحب مرض الخرف.

أولاً: يجب عدم مجادلته ومناقشته كثيراً في هذه الأمور، ومن أنجع الوسائل دائماً في الكبر تكون هناك بعض الأمراض العضوية مثل: مرض السكري أو الضغط، يمكنكم إذا كان والدك يعاني من بعض هذه الأعراض أخذها كسبب لطلب العلاج للأطباء، كثير من المرضى الذين يعانون من الخرف أحضرهم ذووهم لي في العيادة -وأنا طبعاً دكتور نفسي-؛ بحجة أنهم يريدون أن يكشفوا على الضغط والسكر، ويخبرونني بهذا، وأتماشى معهم، ولكن أتحدث مع المريض حتى أصل إلى التشخيص المناسب، ومن ثم إعطاء العلاج المناسب.

فيمكنكم الدخول من هذا المدخل الصحة العضوية له، حتى وإن كان لا يعاني من مرض فيجب أن تخبروه أنه دائماً في هذا السن يجب عليه أن يكشف عند الأطباء، ليتأكدوا من سلامة جسده عن طريق الكشف المباشر وعن طريق إجراء الفحوصات، فهذا مدخل مناسب لإقناعه بالذهاب إلى مقابلة الطبيب حتى يعطيه العلاج المناسب..

وفقكم الله وسدد خطاكم.