السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أتمنى أن يجيب الشيخ موافي عزب على استشارتي مع احترامي للجميع وتقديري لهم.
كنت فتاة لا أحب أن أقحم نفسي بالعلاقات، ولم أكن أقتنع بها ولكن من كثرة ما أرى مما يتصرفه الفتيات فترى تلك رغم أنها تخرج مع شاب غريب وتتحدث بغنج معه إلا أنه يخطبها ويتزوجها ويحبها، أما العاقلة الملتزمة فتجد من الصعوبة أن يقدرها أحد ويعتبرونها معقدة إلا القلائل الذين يهتمون بالجمال العالي.
بذلك الجو بدأت أضيع، وذلك بدأ منذ ثلاث سنوات، حيث إني فتاة متوسطة الجمال ومتعلمة وملتزمة، وقد تقدم لي الكثيرون ولم أجد نفسي مع أي منهم، ولا أعلم إذا كنت أريد أشخاصاً لا يناسبونني أم ماذا؟ مع أني لا أريد إلا شخصاً يحمل أفكاري ومتوسطا مثلي، ويخاف الله، ولكن لم أجده إلى الآن، فقررت أن أبحث عنه، فعرفت خلال فترة شباباً ولكني لم أكن أخرج معهم أو أحادثهم بشيء غلط، وكلما حاولوا الحديث بشيء خطأ أمنعهم لأني أشعر بالذنب إذا سمحت بذلك، وكان كل هدفي أن أجد بينهم الشخص الذي أستقر معه وأعيش حياتي بهدوء وكل هدفي كان الاستقرار.
ولكن لم أجد في أي منهم من أريد، وكنت أفشل، ولا أعني أني كنت أعرف الكثير ولكن كانوا شابين، وبعدها قررت أن أبتعد لأن هذا الشيء لم يوصلني بمن أريد، ولكن قبل فترة لاحظت أن شاباً ينظر لي بنظرات مختلفة، وبكل صدق كان جميلا جداً، وشعرت أنه هادئاً وكان يعمل بنفس المكان الذي أعمل به، وكان يصلح الكمبيوتر عندي إذا تعطل مع أنه في دائرة أخرى.
وشيئاً فشيئاً أصبحنا نبعث لبعض المسجات العادية على الموبايل، وأفهمته أنه مجرد إنسان وأخ عندما أحتاجه سأسأله لأني لا أريد أن أدخل بعلاقات وقصص لا فائدة منها، وكانت هذه قناعتي بعد ما مررت به سابقاً، وبعد فترة طلب مني أنه إذا قررت أن أخطب أن أقول له، وأصبحت أشعر بتقربه مني، والمشكلة أنه كان هادئاً، ولم أره مع أي فتاة بالعمل، وقال لي: إنه لا يجيد التعامل مع الفتيات، ولاحظت أنه لا ينتبه لهن.
وبعد فترة اعترف لي أنه يحبني، وكان بالكاد يستطيع قولها، فشعرت بصدقها، وكان كل فترة يراقبني، ولا أستطيع أن أنسى نظرة عينيه، وشعرت بصدق حبه، ورغم أنه اعترف بذلك لكني لم أرض أن أخرج معه، وكانت مكالماتي معه قليلة جداً، ولم نتحدث بكلمات الحب وإنما بأمور عادية، وكان دائماً ينتقد لبسي إذا كان به شيء خطأ، ويقول أني دائماً يجب أن يكون لباسي ملتزماً، ويغار إذا حاول أي أحد التقرب مني.
وبعد فترة من الزمن أحسست أنه بدأ يبعد قليلاً مع تمسكه بأني له، فسألته إذا تسرع أن ينسحب فقال أن كل القصة أنه لا يجيد التعامل مع الفتيات وبأنني أنا من جعلته عاطفياً، وبعد فترة تقدم لي شاب ليخطبني ووافق عليه الجميع إلا أني استخرت كثيراً وصدقاً رفضته ليس من أجل هذا الشخص لأنني لا أثق بأحد وإنما لأنني لم أرتح، وكان هذا الشاب الذي رفضته غير ناضج وأحسست أنني أكثر فهماً منه وأنه لا يناسبني، ولم أرفض إلا بعد أن استخرت ولكني قلت لنفسي يجب أن أقول له، وعندما حدثته بأني سأرتبط صمت، وأجابني لماذا لا أرفض، وأحسست أنه يريدني، وعندما تحدثنا قال أنه ما زال يدرس فهو يصغرني بعام وحتى أهله لن يرضوا، ومن ثم فكر بأن يطلبني من أبي فقط وحده ثم قال أنه لن يستطيع، وقال لي أنه يعرف أنه يحبني ولم يجد فتاة بشخصيتي، ويعلم أني سأفعل الصواب.
كنت أحس أنه متدين ولم يكذب علي وقال لي: أريد أن تتأكدي أني لم أضحك عليك وإلا لكنت أبعث لك الكثير من المسجات وأتحدث معك كثيراً، وبعد فترة مرض أبوه وأخذت أتصل به فقط للاطمئنان عليه، ولكن كانت المفاجأة أني في يوم اتصلت به وإذا هو يقول لي أنه مع صديقته وحبيبته، وأنا أعلم أنه لم يقل لي أياً من هذه الكلمات، وليس هذا من طبيعته، ومن ثم طلبت التحدث إليها وتكلمت معي وأغلقت السماعة، وأنا معتقدة أنه مجرد مقلب لأني أعرفه منذ سنة ونصف، وهو ليس من هذا النوع، وقد كانت الساعة 9 مساء، فكيف يكون معها؟
وفي اليوم التالي تحدثت إليه كي أعرف الحقيقة، فقال لي: إنه يعرفها منذ خمس سنوات، وشعر أنه يحبها منذ 9 أشهر، وقد أحبني بنفس الفترة، وقال: إنه لم يقل لي كيلا يجرحني، وقلت له: كيف تقول: إنك تحب فتاة تخرج معك ليلاً؟ فقال أنه يأخذها من بيتها وأمها تعلم، فقلت له كيف؟ أهناك بيت مسلم يرضى بذلك؟ وقلت له أنه يلعب بمشاعر البنات فأقسم بالله أنه لم يعرف سوانا أنا وهي، أنهيت المكالمة بحسبي الله ونعم الوكيل وأني لا أسامحه، ولكني مصطدمة كيف أني لم أميز كذبه من عيونه ولي معه سنة ونصف، ولكن كنت أشعر بصدقه، فهل ممكن أني كنت أتهيأ مع خبرتي بالناس وشعوري الصحيح دائماً به؟ أممكن أن يكون متقلباً، أنا مصدومة جداً، هل أنا غلط بهذه الحياة؟ حيث إني لم أخرج معه أو حتى أتحدث بغلط وهي الصح والتي أخذته مني، لماذا؟ كيف؟ قررت ألا أعرف أحداً ولكني أريد نصيحتكم فكيف أواجه المشاعر السلبية والصدمة فأنا دائمة البكاء وأشعر أني سأموت؟ ماذا أفعل؟ ساعدوني أممكن أن يكون الناس كاذبين لهذه الدرجة؟