السؤال
السلام عليكم.
أريد أن أرتدي الحجاب ولكن أواجه الصعوبات بإقناع أمي وأبي بارتدائه، فما هو الحل؟ كيف لي أن أقوم بواجبي كمسلمة وفي الوقت نفسه لا أريد مشاحنات ومشاجرات مع أمي وأبي؟
جزاكم الله كل خير.
السلام عليكم.
أريد أن أرتدي الحجاب ولكن أواجه الصعوبات بإقناع أمي وأبي بارتدائه، فما هو الحل؟ كيف لي أن أقوم بواجبي كمسلمة وفي الوقت نفسه لا أريد مشاحنات ومشاجرات مع أمي وأبي؟
جزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يهدي والديك إلى الحق، وأن يُعينك على البر بهما والإحسان لهما، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.. وبعد،،،
فشكراً لك على هذه الرغبة في العفاف والستر والحرص على الالتزام بالحجاب، وهكذا ينبغي أن تكون فتاة الإسلام التي تقرأ قول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ))[الأحزاب:59].
ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وثباتاً، وأرجو أن تعلمي أن الصواب أن نبدأ بتذكير الآباء والأمهات بلطف أن الحجاب أمر الله وشرعه الحنيف، وإذا جاء الأمر من الله فليس أمام المؤمنين والمؤمنات إلا أن يقولوا: سمعنا وأطعنا، فليس في أمر الحجاب خيار، وقد قال الله تبارك وتعالى: (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا ))[الأحزاب:36].
أما الخطوة الثانية: فهي الحرص على إزالة الشبهات التي تُثار عادةً حول الحجاب من أعداء السنة والكتاب، ومنها ما يلي:
1- قولهم: (إن العبرة بالإيمان ومكانه القلب ولا حاجة للفتاة العفيفة أن تتحجب) وهذا كلام ساقط؛ لأن الإيمان قولٌ وعمل، وليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل.
2- قولهم: (إن المحجبات معقدات ومتعصبات) وهذا كلامٌ باطل لا يخفى على أحد يملك مسكة عقل، وإن وجدت واحدة بهذه الصورة فلا يجوز التعميم، ولا يصح أن نترك أمر ربنا لأن فتاة معينة أساءت تطبيق الإسلام.
3- اعتقاد بعض كبار السن بأن الحجاب يكون بعد الزواج وبعد أن تصبح البنت كبيرة في السن، وهذا فهمٌ معكوس يخرج من عقل منكوس، فإن الفتاة أولى من غيرها بالحجاب؛ لأنها موضع نظر الرجال، ولأن الشريعة أعطت الخيار للكبيرات في السن ورخصت لهن وضع الحجاب عندما يكبر سنها ويرق عظمها ويحدودب ظهرها، قال تعالى: (( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ))[النور:60] ومع ذلك قال تعالى:(( وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ))[النور:60] والله سميعٌ للأقوال، عليمٌ بالنيات والأحوال.
4- اعتقاد بعض الناس بأن المحجبة لا تتزوج، وهذا خطأ؛ لأن الشباب يفضلون المحجبة التي تحرص على صيانة نفسها، ويمكن للسفهاء أن يسمعوا المتبرجة كلمات الثناء والإعجاب لكنهم لا يرضونها أُمّاً لعيالهم، ولا يأمنوها على بيوتهم؛ لأن التي تعرض لحمها وشحمها في الشوارع لا تصلح زوجة وأمّاً، وحتى إذا تزوج الشاب من المتبرجة فإنه يقضي حياته في شكوك وظنون فتتحول حياتهما إلى جحيم.
5- خوف الأهل من الفتاة المتدينة؛ لأنها تمنعهم من كثير مما ألفوه، وتمتنع عن السلام للرجال، وتنهى عن المنكر وتأمر بالمعروف، وقد لا تكون عند بعض المحجبات حكمة في الدعوة وتقديم النصح للآخرين، وقد تريد إدخال الناس في الدين جملة فيرفضوه جملة، والصواب أن يتدرج الإنسان في الإصلاح ويستخدم الحكمة والموعظة الحسنة.
ومما يُساعدك في إقناع والديك زيادة البر لهما والإحسان إليهما وطاعتهما، إلا إذا أمروا بمعصية فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن ليس معنى ذلك القسوة عليهما وإساءة الأدب معهما.
وأرجو أن يكون في أرحامك من يُساعدك على الثبات، وحبذا لو كان من الأعمام أو الأخوال والعمات والخالات.
ونحن أيضاً لا نحب المشاحنات، ولكن الأهل إذا وجدوا منك حسن الأدب والإصرار على الحجاب وتحمل المشاكل والصعاب فإنهم سوف يعودون بإذن الله إلى الصواب. وعليك بكثرة الدعاء والتوجه إلى من يجيب المضطر ويصرف السوء والفحشاء.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.