السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سوف أختصر سؤالي: أتتني نوبة صرع قبل 7 أيام وقد كنت نائما، ذهبت للأخصائي، وبعد التخطيط اتضح لي أنه يوجد نشاط بسيط في الجهة اليسرى، وصرف لي ديباكين كرونو 500 مرة واحدة قبل النوم، ولا أعرف السبب، مع أن الأشعة المقطعية وأشعة الرنين سليمة، فأنا عمري 42 سنة، فهل من الممكن أن تعود هذه النوبة أم أنها كانت عابرة ومرتبطة بقلق في ذلك اليوم؟ أنا الآن محبط نفسيا وقلق أكثر من قبل.

شكرا لصرحكم الرائع، ولكم كل الاحترام.

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Badr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، في الغالب النوبة الواحدة أو النوبة الأولى لا نعطي بعدها العلاج، لكن ما دام هنالك تغيير بسيط في التخطيط أعتقد أن الطبيب -جزاه الله خيراً- قد نحى المنحى الأكثر تحوطا، وبدأ عقار دباكين بجرعة صغيرة، والذي يظهر أن النوبات هي نوبات ليلية، والنوبات الليلية دائماً خفيفة وبسيطة، حين نبدأ في علاج هذه النوبات غالباً لا نعطي المدة الكلية وهي ثلاث سنوات على الأقل، بشرط أن لا تأتي نوبة خلال الثلاث سنوات والإنسان تحت العلاج.

غالباً سيعطيك الدواء لمدة عام، وخلال هذا العام أتمنى أن لا تحدث أي نوبات، لذا كن حريصاً في تناول الدواء، وليس هناك شيء يدعوك أبداً للإحباط أخي الكريم، الطبيب أراد المنحى الأكثر تحوطا -كما ذكرت لك- وهذا جيد حقيقة.

بالنسبة للأشعة المقطعية -الحمد لله- ما دامت نظيفة وسليمة هذا أمر يجب أن تفرح له كثيراً، ومعنى ذلك أنه لا توجد أسباب عضوية دماغية كالأورام مثلاً -لا قدر الله-، فالصرع قد يكون موجودا لدى بعض الناس، لأسباب وراثية مثلاً، أو لأسباب تتعلق بمراحل التطور وارتقاء الدماغ داخل الرحم وبعد الولادة، أو إذا أصيب الإنسان بحمى شديدة في السن الأولى من العمر، هذه كلها تجعل الإنسان لديه قابلية لهذه النوبات، وطبعاً الإجهاد والقلق الشديد ربما يساعدان على ظهور هذه النوبات، لكن لدى الشخص الذي أصلاً لديه استعداد.

إذاً قرار العلاج قرار سليم وسليم جداً أخي الكريم، أرجو أن تواصل مع الطبيب ولا تنزعج أبداً، والطبيب طبعاً سوف يتابعك وينصحك، وإذا احتاج إلى أن يرفع الجرعة سوف يقوم بذلك، حيث أن جرعة الدباكين حتى 2000 مليجرام في اليوم، لكن قطعاً أنت لست محتاجا لمثل هذه الجرعات، والدباكين دواء بسيط جداً.

بارك الله فيك أخي الكريم، تصوم وتفطر على خير.. والله يتقبل طاعتكم ويكتب لكم العافية والشفاء.