السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من حالة وهي أن صبري طويل جدا تجاه الناس في حياتي، لكن عندما أغضب لا أستطيع كتمان غضبي نهائيا، وكأنني كتمت كثيرا من الفوضى طوال فترة الصبر، حاولت حل هذا الأمر بنفسي عن طريق قراءة كتب، لكن بلا جدوى!
حينها قررت التركيز على شعوري أثناء الغضب، ولاحظت أنني أشعر بشعور (المظلوم أو التقصير بحقي)، وهذا الشعور لا يمضي إلى أن أدرك أنني بالفعل نجحت بجعل من أخاطب أن يشعر بالذنب أو أستفزه.
عموما أدركت أثناء غضبي أن هذا الشعور هو النقطة التي لا أستطيع السيطرة عليها.
ما يزعجني أكثر من هذا هو أني بعد مضي الشعور أدرك أن الأمر لم يستحق كل هذا التركيز والغضب أو أقول لنفسي "ليتني لم أعر كل هذا الاهتمام لهذا الأمر" حتى أحيانا أندم؛ لأني أدرك أنني بالغت بكسر خاطر الأشخاص.
بالمختصر هذا الشعور يحفز استمرار الغضب لدي، ويجعل السيطرة عليه صعبا جدا، كنظرة عن كثب أنا في سن 23، لدي أخوات صغار، قمت برعايتهن منذ صغري، أعمارهن لا تتعدى 14، ليس لدي إخوان أو أب عدا والدتي التي تعاني من عدة أمراض كالصدفية، السكري وضغط الدم، نحن نعيش في بلد أجنبي؛ مما يجعل التوتر جزءا كبيرا من حياتنا، وخاصة كوني الأخت الكبيرة والمسؤولة عن رعاية وتربية أخواتي الصغار واستمرارية المبادئ الشرقية والإسلامية.
جميعنا نصلي -الحمد لله- خمسة أوقات وملتزمين بالصيام عدا والدتي، لكن رغم ذلك أعاني من مشكلة الغضب هذا، وهدفي هو السيطرة عليه كي أكون قادرة على التفكير بشكل منطقي، خاصة أثناء أوقات حرجة أو خلال المناقشات الحادة.
أشكر مقدما لمن يأخذ الوقت ليهتم بهذا الأمر، أسأل الله أن يصلح حال جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم.