السؤال
أبلغ من العمر 42 عاماً، وكنت أدوام على الصلاة حتى عامي الـ18، ومنذ دخولي الجامعة تركت الصلاة وكأني كنت وما زلت في غيبوبة، وتزوجت رجلاً متديناً جداً كل يوم يحثني على الصلاة وأبدأ وفجأة -ولا أذكر متى- أجدني تركت الصلاة.
وكل يوم في صراع رهيب مع نفسي، فشلت تماماً في تطويعها تمردت علي وكأنها شخص شرير قابع في داخلي ويأبى الخروج، كل من يعرفني من قريب يؤكد أنه تنقصني فقط الصلاة وأكون ملاكاً، وأضحك عليهم لأن في داخلي شيطاناً رهيباً وعملاقاً، وبت أحتار في انقسامي الداخلي أتصرف مع الناس -لا أنافق- بإحساس حقيقي وأقدم المساعدة ولو على نفسي وأطفالي، إلا أنني حقيقة لا أحب الناس، لا أزور الجيران ولا الأصدقاء، لكن من يطلب مني خدمة أقدمها وكلي رضا.
أطفالي تأثروا بي أصبحوا لا يزورون أحداً حتى بت أخشى عليهم الوحدة، زوجي أيضاً أصبح لا يحب الخروج، أعلم أني مفتاح الاجتماعيات في المنزل إلا أنني فشلت في ترويض نفسي، أستغرب زوجي وكيف أنه ما زال مستمراً معي ويجامعني، لا أهتم بنفسي ولا كيف هو مظهري رغم أني موظفة.
أنظف المنزل عندما يأتيني مزاج، وأحياناً آمر أطفالي بأن لا يتحركوا بدون نعال لأن الأرض متسخة، لا أحس بأنني أحيا، أحياناً أفكر في حالتي وأقول ربما لأني مضغوطة أعول أسرتي الصغيرة والكبيرة من إيجار وخلافه، أتمنى من الله بأن أكون قوية حتى تسير المركب لحين تولي إخواني المسئولية ولحين عمل زوجي.
المشاكل المادية طوقتني تماماً، بت أشتت ما أكسبه في المسابقات الهاتفية في الفضائيات، يقيني أن علاجي في كيف أن أكون مؤمنة، كيف؟