السؤال
حقيقة لا أعرف إن كانت لي مشكلة أم لا.
أنا فتاة عمري (21) عاماً، عادية جداً، هادئة، عنيدة، وخجولة للغاية، وقد كنت طفلة مشاكسة، ولكني لا أحب اللعب مع الأطفال الذين أبداً ، ولا حتى الأخت التي تكبرني بعامين، اقتضت ظروف الأسرة أن أنتقل ما بين منزل الأسرة ومنزل الجدة لمدد طويلة على فترات متباعدة في سن صغيرة جداً "4سنوات"، وأنا الآن في كلية عملية أحببت مجالها وأنا في الخامسة من عمري تقريباً.
أدرس الآن في العام الرابع من الخمسة أعوام دراسية، وكانت تقديراتي ولله الحمد ما بين الجيد جداً والامتياز.
عذراً على المقدمة الطويلة، ولكن من المهم أن أذكر أنني لم أخض في حياتي أي تجربة عاطفية بإرادتي، ربما لأنني لا أثق في أحد بسهولة ، أو لأنني أجبن من أن أقوم بشرف المحاولة.
ولكن يحدث دائماً ما ليس لنا فيه يد أو إرادة، ففي العام الأول شُدّت حواسي إلى من أراد الله أن أنتبه لوجوده، فهو من قسم آخر، وعجباً فهو يجلس في محاضرات قسمي النظرية، وحتى يأتي إلى المحاضرات الخارجية بلا خجل أقول لكم ما جذبني إليه "خطوته الهادئة ونظرته الودود" فخطوته ليست هذه الخطوة الضعيفة المستكينة، ولا تلك الخطوة الغرورةِ المختالة، ونظرته ليست هذه النظرة المترددة ولا تلك النظرة الطامعة في المزيد.
وظللت أنا وما أشعر به في شد وجذب شديدين حتى قرابة انتهاء العام الدراسي الثاني، شعرت بحاجة إلى نصيحة فأخبرت والديّ كل على حدة، فكان قول والدي ألا أنتظر من الآخر محاولة البدء، وأنا على هذا الجبن من أن أتحدث إليه، وكان قول والدتي أن أبدأ الحديث بأي مبرر وإن خفت الظن السيئ بي فتصرفاتي ستكفل رد هذا السوء، ولكني في ذلك العمر وتلك الشخصية شديدة الخجل لم يكن ذلك ممكناَ، أخبرت صديقة أثق بها فعرفت هي اسمه صدفة فاسمه متميز، يا فرحتي سأتمكن من معرفة مستواه الدراسي ودرجاته، ولكن للأسف فهي ليست بالدرجات المشرفة.
وبما أنني لا أعرفه من الأصل فقررت أنني لا أريد من يقصر في مسئوليته كطالب، فهذا عندي له مغزى، ومن العام الثاني حتى الرابع الآن أتجاهل وجوده أينما كان موجوداً، ولكن من العام الأول إلى الآن تطور تفكيرى، أصبح أعقل وخصوصاً أنني أنحيت قلبي جانباً .
ولكن ليس لي من مشاعري أمراً ، فأنا أراه الشخص الذي يهذب معي أخلاق أطفال صغار، أراه هادئاً خفيض الصوت، ومنذ عام كنت قد طلبت من صديق لي في مقام الأخ أن يصادقه ليعرف عن قرب أخلاقياته، ولكني لم أجد مساعدة من هذا الصديق.
أستخير الله كثيراً في هذا الأمر ورأيتني في مرة ألبس جلباباً أبيض من الكتان بأكمامه تطريز ملون وأنا فرحة بهذا الجلباب.
أتمنى أن أعرف رأياً آخر فيما أشعر! وفي نصيحة والدتي! وفيه هو وهل الرؤى في الاستخارة تعنى بالفعل شيئاً ذا أهمية؟