السؤال
لقد مر على الحادثة تقريبا سنة، أتذكر في ليلة أن أخي الأصغر مني قال لأمي شيئاً عن أن أجلها قريب (به مس)، وبدأت عيناه بالدموع، وكذا أمي عند إخبارها لنا بهذا، وأصابني الوسواس ودخلت في حالة مرضية، كل يوم أتوقع اتصالاً يخبرني بالفاجعة.
أبدأ بالبكاء ومع مرور الأسابيع بدأت أرتاح إلا أن الفكرة لدي والخوف لازمني، وفي الأشهر الماضية اشتدت جائحة كورونا، وأصبح كل من يدخل المستشفى يشخص بكورنا ويتوفى، وأصيب هذا الوباء بعض أفراد العائلة، وقبل وفاة جدة أمي رأت مناماً عنها فسرته بالنت وتفسيره كان موتها، وبالفعل هذا ما حصل فأصبحت أخشى الأحلام.
أمي دائماً كلما ترى مناماً تأتي لإخباري، وأنا أقول لها لا تفعل، إلا أنها تصر على إخباري، وأنا دائماً أفسره بما أخافه بدون إرادتي.
انتكست حالتي وأصبحت أسوأ، وأصبحت أفسر كل شيء بالموت، فترة عصيبة لا أتمناها لأحد، ولم أستطع الأكل، وأصبت بالأرق، ودائماً أبكي، ونقص وزني كثيراً، وقلبي يخفق، ولا أستطيع إنجاز شيء، حتى إني أعجز عن الاهتمام بنفسي، وإني أبدو كعجوز لا شابة، وكلما ذكرت أشياء عن الأحلام، وتفسيرها أو عن حالات الموت أو عن المرحومة أجد نفسي أتخيل وفاة أمي، وما سيؤول إليه حالنا، خاصة أني أنا الأخت الكبرى لـ 6 أطفال، ولم أخبر أحداً عن مشكلتي لأنه ليس لي أحد عدا أمي، والتي لا يمكن أن أخبرها عن مخاوفي حولها، ولأني كتومة بطبعي وكثيرة التفكير، أجد نفسي أمضي أكثر من نصف يومي وأنا أتخيل الوفاة، الجنازة، البكاء، ولم أعد أستطيع التحمل، فلجأت إليكم بعد الله عز وجل، وأرجو دعاءكم.