السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا عمري 15 سنة، لا أتذكر شيئا عن طفولتي في عمر 8-9 سنوات، فلماذا؟ وأختي الأصغر مني بسنتين تتذكر كل طفولتنا، وتخبرني أنها كانت جميلة، فما سبب نسياني كل طفولتي؟
وشكرا لكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا عمري 15 سنة، لا أتذكر شيئا عن طفولتي في عمر 8-9 سنوات، فلماذا؟ وأختي الأصغر مني بسنتين تتذكر كل طفولتنا، وتخبرني أنها كانت جميلة، فما سبب نسياني كل طفولتي؟
وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عملية التذكر عملية معقدة، بشكل مبسط، يوجد عدد من أنواع الذاكرة وهي: الذاكرة الحسية التي تنقل المعلومات إلى الذاكرة قصيرة المدى عبر الحواس إلى الدماغ، وفي الذاكرة قصيرة المدى يتم الاحتفاظ بالمعلومات لفترة لا تتجاوز الدقائق، ومن ثم تنتقل إلى الذاكرة طويلة المدى، والتي تدوم فيها الذاكرة عدة سنوات أو إلى الأبد.
إن هذه العملية لا تتم عند جميع الأشخاص بشكل طبيعي، فالبعض يعاني من مشكلات في الذاكرة الحسية، أو الذاكرة القصيرة أو الذاكرة طويلة المدى، أو جميع هذه الأنواع. والسبب في ذلك على الأغلب عصبي يتعلق بتركيبة دماغ كل منا، ومدى قدرته على توظيف استراتيجيات تساعده في عملية الحفظ، والخبرات التي تعرض لها في حياته.
عندما ينتقل الطفل إلى مرحلة المراهقة يبدأ تركيب الدماغ يتغير كيميائياً ليواكب العمر الزمني عند ذلك الطفل، في هذه المرحلة قد ينسى البعض ذكريات الطفولة، بينما البعض الآخر يتذكر كل تفاصيل تلك المرحلة. إضافة إلى أن الدماغ يتخلى عن الكثير من ذكريات الطفولة، لأننا ننضج وننمو بفقدان الكثير من ذكريات الطفولة واستبدالها بذكريات أخرى وقصص أيضاً.
اللغة أيضأ تلعب دوراً، فالذكريات تنشأ بالقصص والحكايات، ونظراً لقدرات الطفل اللغوية المحدودة وضعف قدراته على التعبير عن الحدث في زمنه، فإن كثيراً من الذكريات التي لا يستطيع التعبير عنها بالكلمات تضيع، ولا يمكن الاحتفاظ بها بسبب غياب وعاء اللغة الحافظ لها.
لذلك تحافظ القصص العائلية على موقعها في الذاكرة رغم مرور الوقت، بسبب تكرار تداولها، ويختلف ذلك بين الثقافات التي تحافظ فيها الأسر على الترابط العائلي وبين الثقافات التي تروج للإستقلالية.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.