الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس المرضي وطرق علاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 14سنة، أعاني من الخوف من الأمراض في البداية من مرض باركسنون؛ لأنه لدي رعشة خفيفة في يدي، لكن اتضح أنها من نقص فيتامين b12، وعالجتها والحمد لله، ومن ثم وسواس بمرض القلب؛ لأنه لدي خفقان بسيط يأتي مرة في اليوم أو لا يأتي، ثم بدأت أشعر بألم بالصدر في الجانب الأيسر من دون أي أعراض فقط ألم فقست ضغط الدم لدي، لكن كان لا يوجد لدي أصلا هذا المرض، وضربات قلبي طبيعية 75.

ذات ليلة وعند استيقاظي أحسست بالتشوش في دماغي، ونسيان بعض الأشياء مثل أسماء أشخاص، وأسماء أشياء، فبدأت أبحث عن موضوعي، وفوجئت بأن هذه أعراض للزهايمر، وبدأ لدي قلق يشتد بالليل خصوصا، وأحيانا أنسى بسرعة، وكل فترة أشك بإصابتي بمرض جديد، وأنا قلق دائما ومتوتر، وأراقب أعراض جسمي بكثرة، وأبحث بكثرة لأطمئن نفسي، فاطمئن، وارجع للبحث، فساعة أضحك، وساعة أغضب، وساعة أكتئب، وأصبحت لا أستطيع النوم، فقرأت القرآن، وصليت حتى الفجر في وقتها، مع أنني لا أعاني من أي علة سابقا، بل أنا رياضي لا يمر يومي بلا رياضة، ماذا أفعل؟

جزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

طبعًا مشكلتك واضحة جدًّا، بالفعل بدأت تتكوّن لديك مخاوف مرضية؛ وذلك لأنك في مراحل التكوين السِّنِّيَّة، فعمرُك فيه تغيرات فسيولوجية ونفسية وبيولوجية ووجدانية واجتماعية، ونسبةً لوجود الفضول والانتباه الشديد أكثر من اللزوم فيما يتعلَّقُ بالمعرفة، وموضوع الأمراض والمخاوف منها؛ فأصبحتَ حقيقة تُكثر من اطلاعاتك حول الأمراض، وتتخيَّر أسوأ الأمراض وتتخوَّف منها، وهذه هي مشكلتك حقيقة، طبعًا لا علاقة لك بمرض الـ (باركنسون)، ولا علاقة لك بمرض الـ (زهايمر)، هذه مجرد مخاوف غير مُحقّة، فأنا أنصحك أن تبتعد تمامًا هذه الاطلاعات؛ لأنها تُولِّد لديك وساوس ومخاوف، وتُولِّد لديك حتى ما نُسمِّيه بالمراء والتوهم المرضي، وأنا لا أريدك أن تصل لهذا الوضع أبدًا.

فأقلب هذه الصفحة تمامًا – أخي الكريم – وأنت ما شاء الله رجلٌ مُصل، وتقرأ القرآن، أسأل الله تعالى أن يحفظك، تأمَّل في أذكار الصباح والمساء، أذكار النوم، أذكار الاستيقاظ، تدبَّر القرآن، واقرأ في كتب تفسير القرآن، ستستمتع جدًّا بذلك، واسأل الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه.

ومن الضروري – وأكرِّر لك – أن تبتعد عن الاطلاعات الطبية؛ لأن معظمها غير منضبطة، مبالغٌ فيها، وفي ذات الوقت طبعًا – ومع احترامي الشديد لك – أنت لست خبيرًا في الطب حتى تُميِّز بين ما يمكن أن يُصيب الإنسان وما يمكن ألَّا يُصيبه.

عليك أن تتخلص أيضًا من الفراغ، أن تجتهد في دراستك، وعليك أن تمارس الرياضة بكثافة، بل يجب أن تعيش حياة صحيَّة؛ لأن ذلك يشعرك فعلاً أنك في صحة ممتازة؛ الرياضة وسيلة مهمّة جدًّا لأن تجعل الإنسان يحس أنه شخص متعافي، وأنه في صحة رائعة.

تنظيم أكلك، تجنُّب السهر، الحرص على الصلاة في وقتها، تخصيص وقت للدراسة، تخصيص وقت للترفيه عن النفس، مشاركة الأسرة في كل أنشطتها، أن تكون بارًّا بوالديك... هذه هي الحياة الصحيّة التي تُشعرك -إن شاء الله تعالى- بأنك بعيد عن هذه الأمراض.

إذًا يجب أن تقطع المصادر المعرفية الخاطئة هذه التي تقرأ فيها عن الأمراض، يجب أن تكون لديك درجة من التوكُّل واليقين، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك.

ثالثًا: يجب أن تعيش حياة صحيّة حسب ما أوردته لك.

رابعًا: يجب أن تنظر إلى المستقبل بأملٍ ورجاء، تضع خطة حول تعليمك، كيف تكون من المتميزين، ماذا سوف تكون بعد عشر سنوات من الآن، إن شاء الله تعالى تكون خِرِّيجًا مرموقًا في أي تخصص تُحبُّه، هذه هي الوسائل التي تُخرجك -إن شاء الله تعالى- من هذ الوسوسة والمخاوف المرضية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً