الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريدكم أن تخاطبوا عقلي لأتخلص من الأفكار الخاطئة..

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد تأكدت أنني مريضة نفسية، قلت لكم سابقًا إنني أتعلم من موقعكم، رأيت استشارة لشخص يسيء للذات الإلهية (حاشا لله تعالى من أفكاري وتخلف عقلي)، أمسك عقلي بهذا الشيء، وأصبحت تراودني مثل هذه الأفكار، ومثل المذي تمامًا، بعد أن عرفته أصبحت أوسوس بهما.

الفكرتان تكونان مثل التهديد، أخاف منهما وأوسوس بهما، أكون مترقبة وخائفة، وكأنهما محور الحياة.

أريدكم أن تكتبوا كلامًا يخاطب عقلي الباطن المريض؛ بأن هذه الأشياء كذب! بالمناسبة: أصبحت لا أعرف كيف أعيش، أحيانًا أعلق داخل مخي، كلام هذا الموقع يؤثر فيّ بشكل جدي.

أريدكم أن تكتبوا كلامًا يخاطب عقلي ليكف عن هذه الأشياء، لقد تعبت منه، أحس أن لدي عقلًا سيئًا يتأثر بكل شيء، وأحس أنني لا أعيش الحياة بصورة طبيعية، أعيشها بتردد وأجلب المشقة لنفسي، ما هذا المرض النفسي؟ أرجو تشخيصه.

بالمناسبة: مثلًا إذا قرأت شيئًا سيئًا أحاول أن أطابقه مع نفسي وتصرفاتي، مثل المذي، والفكرة التي لا أريد ذكرها أعلاه، لا أتعامل مع نفسي كأنها بريئة، أو على الأقل ليست سيئة، أحس أنني متورطة في كل شيء، في الكلام مع الناس أحس أنني كاذبة في أي موقف، أليس الشخص يجلب لنفسه التيسير؟! ودائمًا لدي فكرة خائفة من وقوعها، المذي، وتلك الأفكار التي لا أريد ذكرها لتتركز.

أرشدوني، واكتبوا لي كلامًا يساعدني، عقلي كأنه عدوي، يفكر في ما لا أريده، ودائمًا أفكر في أشياء سيئة، أعتقد لأنني أتعمق وأبحث في موقعكم هذا كثيرًا، وكل شيء أتعقبه وأفسره.

الأمر بصراحة زائد عن حده، علموني كيف أعيش بصورة طبيعية وبسلام، أصبحت لا أعرف، أرهقت وأريد أن أعود طبيعية، أتمنى أن أكون قد أوصلت لكم ما أريد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- مجددًا عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم أختي الفاضلة لقد أوصلتِ الفكرة إلينا بشكلٍ جيدٍ، ونشكرك على الاستفادة من هذا الموقع، بدل أن نكتب لك كلامًا يخاطب عقلك كما ذكرت، أريد أن ألبي طلبك بتشخيص الحالة، ومن ثم توجيهك إلى العلاج، لتتخلصي من هذه المعاناة.

يبدو أن ما تعانين منه هو شيء من الوسواس القهري؛ حيث تأتيك أفكار لا سيطرة لك عليها، تأتي رغماً عنك، تقتحم عقلك وتشوشه، فتذهبين ذات اليمين وذات الشمال، بالإضافة طبعًا إلى أنه يبدو أنك حساسة، فأنت تتأثرين جدًا بما تقرئين وبما تطلعين عليه، سواء من هذا الموقع، أو من غيره من المصادر.

أختي الفاضلة: المطلوب ليس أن نكتب لك كلامًا يذهب هذه الأفكار، وإنما أن نوجهك إلى العلاج، الوسواس القهري له علاج دوائي، وعلاج نفسي، أما العلاج الدوائي فيجب أن يكون من خلال وصفة للطبيب النفسي، ولكن لا بد لهذا أن يكون تحت إشراف الطبيب النفسي، أيضًا هناك طريقة أخرى من دون دواء، وهي العلاج المعرفي السلوكي، والتي يمكن أن يقدمها الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي.

لذلك أنصحك بأن تتحدثي مع أحد أفراد أسرتك، كالوالد أو الوالدة، لتقوموا بمراجعة عيادة الطب النفسي، ليقوم الطبيب بفحص الحالة النفسية، وسؤالك بعض الأسئلة حول بعض جوانب حياتك، ومن ثم يؤكد التشخيص، وبالتالي يستطيع أن يصف لك الخطة العلاجية.

أما سؤالك عن كيف تعيشين بصورة طبيعية وبسلام، فدعيني أقول -بالإضافة إلى ما ذكره الشيخ الفاضل/ أحمد الفودعي- في سؤالين سابقين لك، أقول لك: طالما أنك طالبة، فاحرصي على صرف أوقاتك في دراستك، وفيما ينفع من علاقاتك الأسرية والاجتماعية، بالإضافة إلى الهوايات النافعة، ومنها النشاط البدني.

ولكن كما أكدت لك، لا بد من وضع التشخيص الصحيح، وبداية الخطة العلاجية، ودعيني أطمئنك على أنك بإذن الله ستتخلصين من هذه الأفكار الوسواسية، طالما تناولت العلاج الموصوف لك.

أدعو الله تعالى أن يكتب لك تمام الصحة والعافية، وأرجو أن لا تتأخري أو تترددي في طلب العلاج النفسي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً