الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والانفعال لأتفه الأسباب/ القلق عند مرضى الكلى

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أشكركم شكراً جزيلاً على عملكم الجبار مع كل التقدير.
أنا أعاني من ظاهرة القلق، وهذا لأتفه الأسباب، وقلقي هو أني لا أنفعل أمام الناس وعلى الناس، ولكن لا يستطيع أن يكلمني أحد لأني سوف أنفعل معه ولو لكلمة صغيرة.

والمشكلة الأكثر من ذلك هو أني أصب غضبي أكثر الأحيان في البيت مع العائلة، ومع ذلك فهذا المشكل هو تقريباً في أفراد العائلة، لم أعرف سبب هذا الانفعال.

كما أحيطكم علماً بمشكلة أخرى أرى فيها علاقة بما سبق وهي: أبي مريض بداء القصور الكلوي، وكما تعلمون لابد له من عملية تصفية الدم 3 أيام في الأسبوع، فإذا كان خارج البيت يكون غير منفعل وفي صحة جيدة، وإذا سافر لمدة أكثر من 4 أيام أحياناً بدون تصفية دم بالإضافة لتعب الطريق كان أكثر راحة، أود أن تفيدوني بعد تحليلكم للوقائع ماذا ترون؟ وما هي الحلول المقترحة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لظاهرة القلق والتوتر، والذي يحدث لك في المنزل، ففي الحقيقة القلق يعد من الطاقات النفسية المطلوبة، وهو في درجة معقولة يكون إيجابياً؛ لأنه هو وسيلة الدافعية والنجاح وتحريك الطاقات الإيجابية الداخلية لدى الإنسان، أما إذا زاد عن حده ففي هذه الحالة يُصبح معيقاً ومخلاً بالصحة النفسية، والتواصل الاجتماعي للإنسان.

من أكثر أسباب القلق والتوتر هو ما يُعرف بالاحتقانات النفسية، والاحتقانات النفسية تتأتى من الصعوبات التي لا يستطيع الإنسان مواجهتها، خاصةً الاجتماعية منها، كما أنه يتأتى من عدم التعبير عن الذات، خاصةً في المواقف الغير مرضية، والشخص الذي يعبر عن نفسه أولاً بأول لا يحدث له قلق زائد أو عصبية؛ لأنه يلجأ إلى ما يُعرف بالتفريغ النفسي، فالنفس تحتقن مثلما يحتقن الأنف مثلاً، وعليه وصيتنا لك أيها الأخ الكريم هي أن تعبر عما بداخلك في حدود الذوق وما هو مقبول اجتماعياً؛ لأن ذلك سوف يحرق طاقات القلق والغضب، ويقضي عليها في وقتها.

أما أنك تكون أكثر انفعالاً وعصبية مع أفراد العائلة، فهذا يحدث كثيراً، وهذا يعرف بالإسقاط النفسي؛ حيث أن الإنسان قد لا يستطيع مواجهة الآخرين وإبداء العصبية والغضب أمامهم، ولكن يجد سهولة في التعبير أمام أهل بيته.

فنصيحتنا لك يا أخي أن تكون أكثر مرونة، وأن تعبر عن نفسك، وأن تتذكر دائماً أن التعامل بعصبية مع الآخرين ربما يجلب نوعاً من الكراهية أو عدم الارتياح من جانب من نتعامل معهم .

سيكون أيضاً من المفيد لك جداً أن تحاول الاسترخاء، وذلك عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، أو ممارسة تمارين الاسترخاء، خاصةً تمارين التنفس، علماً بأنه توجد الكثير من الأشرطة والكتيبات التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين .

ومن أجل أن تتحسن بصورةٍ أفضل أنصحك أيضاً بتناول أحد الأدوية التي تُساعد في علاج القلق والعصبية، ومن هذه الأدوية العقار الذي يُعرف باسم موتيفال، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، وسيكون ذلك كافياً بإذن الله، وهذا العقار من الأدوية البسيطة والغير مكلفة وقليلة الآثار الجانبية، كما يمكن الحصول عليه دون وصفةٍ طبية.

بالنسبة لوالدك، فنسأل الله له الشفاء والعافية، ويعرف عن الفشل الكلوي أنه يؤدي إلى بعض العصبية لدى الكثير من الناس، كما أن الغسيل نفسه يؤدي إلى توتر لدى البعض؛ حيث أنه مجهد.

التوتر الذي يحدث لوالدك في المنزل ويكون أكثر ارتياحاً خارج المنزل ربما يكون ذلك ناتجاً عن صعوبات أو عدم تفهم ممن حوله وذلك مع احترامنا له.

وعليه أرجو أن يتم تدارس هذا الموقف مع بقية أفراد الأسرة، وأن يهيأ الجو المريح بالنسبة للوالد؛ لأن ذلك سوف يخفف عليه كثيراً، وسيكون ذلك أيضاً نوع من البر بالنسبة له.

أما إذا كانت العصبية زائدة فسيكون من الأفضل التحدث مع طبيب الكلى، والذي يُشرف على عملية الغسيل، من أجل مراجعة حالته، وعرضه على طبيب نفسي في نفس المستشفى الذي يقوم فيه بالغسيل؛ لأن ذلك سيكون مفيداً؛ حيث أن الإشراف الطبي على مثل هذه الحالات يجب أن يتم بالتعاون بين كل الأطراف والمختصين.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً