الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد إيقاف علاج القلق أصبت باضطرابات في النوم، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من القلق والرهاب الاجتماعي، ووصف لي الطبيب دواء أولابكس بجرعة 2.5 ملغم، وتناولته لمدة سنة أو أكثر، وعندما شعرت بتحسن، نصحني الطبيب بالتوقف عن استخدامه، فقمت بسحبه تدريجيًا على مدار أسبوع ونصف، بنظام يوم بعد يوم.

وبعد أسبوع من التوقف، بدأت أعاني من أرق شديد، ونوم متقطع، وكوابيس مزعجة، وعندما بحثت على الإنترنت، وجدت أن هذه الأعراض شائعة بعد التوقف عن الدواء.

سؤالي: هل ما أعانيه حاليًا يُعتبر من أعراض الانسحاب، أم أنه يشير إلى عودة المرض مرة أخرى؟ مع العلم أن حالتي النفسية جيدة، ولا أعاني من القلق كما في السابق، ولكن مشكلتي الآن هي اضطرابات النوم فقط.

أرجو منكم المساعدة والإفادة، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونشكرك على تواصلك معنا.

من الواضح أن حالتك -إن شاء الله- حالة بسيطة، والدليل على ذلك أن الدواء الذي وصفه لك الطبيب هو دواء بسيط، وبجرعة صغيرة.

الـ (أولابكس، Olapex)، والذي يعرف أيضًا باسم (أولانزبين، Olanzapine)، هو دواء يُستعمل لعلاج حالات كثيرة، وقد يفيد فعلًا في القلق البسيط، كما أنه يُحسِّن النوم بصورة جيدة.

جرعة 2.5 ملغم يوميًا هي جرعة صغيرة، ولا أتوقع أن تسبب أعراضًا انسحابية عند التوقف عنها، خاصةً أنك قمتَ بسحب الجرعة تدريجيًا خلال أسبوع ونصف -تقريبًا-، وهذه مدة كافية جدًّا لمنع حدوث أي أعراض انسحابية.

عودة الأعراض لديك من أرقٍ وتقطّعٍ في النوم وكوابيس، أرجّح أنها ليست بسبب انسحاب الدواء، بل بسبب عودة القلق مرة أخرى، والعلاج في هذه الحالة يتمثل في الاجتهاد في ترتيب وتنظيم نمط الحياة، وجعله أكثر إيجابية، خاصة في ما يتعلق بمواعيد النوم، والانخراط في أنشطة مختلفة.

ومن الأمور المهمة والجيدة التي ستساعدك:

1- تجنّب النوم النهاري تمامًا.
2- الابتعاد عن السهر.
3- تثبيت وقت النوم ليلًا، وليكن الساعة التاسعة أو التاسعة والنصف مساء؛ فهذا سيكون وقتًا مناسبًا جدًا، وإذا التزمت بهذا النمط سوف تنضبط الساعة البيولوجية في الدماغ، وسيتحسن نومك تدريجيًا، وستختفي الكوابيس والأرق -بإذن الله تعالى-.

4- تجنّب تناول الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساء، لاحتوائهما على الكافيين، الذي يزيد من اليقظة لدى معظم الناس، كذلك المشروبات الغازية، مثل: البيبسي، والكولا، وأيضًا الشوكولاتة، لأنها تحتوي على الكافيين، فيُفضَّل الابتعاد عنها أيضًا.
5- ممارسة الرياضة بانتظام في الصباح -على وجه الخصوص-، خاصة رياضة المشي، تُعتبر من العوامل المهمة لتحسين جودة النوم.

6- تطبيق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس العميق، وتمارين الاسترخاء العضلي، فهي تساعد كثيرًا في إزالة القلق وتحسين النوم، ويمكنك الاستعانة ببعض التطبيقات، أو البرامج المبسطة الموجودة على اليوتيوب في هذا المجال.
7- من المهم أيضًا أن تطوّري حياتك بشكل عام، وتجعلي لك أهدافًا واضحة، وتسعي لتحقيقها بخطوات عملية مدروسة.

8- الحرص على بر الوالدين، والمحافظة على الصلاة في وقتها، من الأمور التي تعزز الاستقرار النفسي، وتمنح الإنسان راحةً وطمأنينةً -بإذن الله-.
9- تجنّبي تناول العشاء في وقت متأخر، ويفضل أن تكون وجبة العشاء خفيفة وخالية من الدهون، وأن تكون في وقت مبكر، هذا يساعد كثيرًا في تقليل الكوابيس، وتحسين النوم.
10- المحافظة على أذكار النوم؛ فهي من أعظم أسباب الطمأنينة والنوم الهادئ المريح.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً