السؤال
السلام عليكم.
د/ محمد عبدالعليم جزاك الله خيرا، لقد أحببتك في الله دون أن أراك لما قرأته في الاستشارات لك.
أنا مريض بالوسواس القهري منذ الطفولة، ولقد دمر هذا المرض حياتي تماما، وأنا أحدثكم بعدما وصلت لمرحلة بالغة من اليأس، تقريبا كل عوامل وأسباب الإصابة بالوسواس القهري التي قرأتها على الإنترنت موجودة في حياتي، فمثلا: العنف من الأهل، والقسوة الشديدة، والقلق والتوتر المبالغ فيه الموجود في حياتي، واضطراب مزاجي، والطفولة القاسية، وأظن غير ذلك أيضا مما لا أتذكر.
المهم الوساوس التي تأتيني غاية في الذكاء، حيث أني بعد أن يئست من زيارة الطبيب تماما، بسبب أهلي (حسبي الله ونعم الوكيل) رغم أنني حاولت إقناعهم بشتى الطرق، وإحضار مقالات لهم لقرائتها، ولكن السبب ليس الإقناع، فهم لا يريدون ذهابي لسبب لا أعلمه ولا أفهمه، وحتى لم يستمعوا لكلام إخوتي الأكبر مني، والغريب أنه ليس أبي فقط بل أمي أيضا، ولم أكسب من إخبارهم غير السخرية.
الوساوس أصبحت تأتيني بعدما يئست من زيارة الطبيب أنني لا يمكن أن أبدأ حياتي أبدا بدون زيارة الطبيب، وأنه يجب علي التفكير بطريقة معينة لحين زيارته، ورغم أن حالتي في مقاومة الأفكار والوسواس بدأت تتحسن بعد تناولي لدواء مضاد للاكتئاب وهو (فيلوزاك 20)؛ لأنه رخيص الثمن مقارنة بالدواء الذي غالبا أقرأه في الاستشارات (بروزاك)، ولكن الوسواس عندي ذكي جدا، وأصبح يرهقني بشتى الطرق، حيث يقول لي: إنه يجب أن يكون هناك قانون لتفكيري، وهذا لا أستطيع وصفه لحضرتك، وأيضا يقول يجب أن أفكر أو أفعل شيء بشكل مؤقت لحين حصول شيء معين.
تأتيني وساوس قهرية إن هذه الأفكار حقيقة وليست وسواسا، وأن من يحدد ذلك هو الطبيب وليس أنا، ولكني لا أستطيع زيارة الطبيب مطلقا لظروف وأسباب شخصية وأسرية، فهل يمكنني أن أعرف الفكرة الوسواسية من الحقيقية بدون زيارة الطبيب؛ لأن هناك وساوس تأتيني أنني لا يجب أن أبدأ حياتي وأعيش بصفاء في التفكير إلا بعد أن أزور الطبيب، وأعاني من الوساوس بمختلف أنواعها في حياتي، أي تقريبا معظم أنواع الوسواس القهري إن لم يكن كلها أنا مصاب بها، فماذا يجب علي أن أفعل؟ وهل يمكن أن تصف لي أرخص وصفة علاجية أو بدائل لها ممكن أن أشتريها وتكون متوفرة في مصر؟
ذهبت إلى الطبيب وأخبرته أنني أعاني من تكرار الأفعال، والتأكد من أشياء تافهة ليس لها أي جدوى، والمرض له أبعاد مختلفة كثيرة، فحاولت أن أشرح له أنني مصاب به، وأيضا أنا أخبرته أنني لا أطيق الأصوات حتى المهموسة، فقال لي: إني غير مريض بالوسواس القهري، ولدي اضطراب قلق عام وبسيط، وأنا أخبرته بعكس ذلك، ولكنه لم يكتب لي أي دواء لعلاج الوسواس القهري، علما أن هذه هي الجلسة الأولى.