السؤال
أنا فتاة تخرجت في كلية الشريعة، خاتمة للقرآن، نشأت في أسرة متدينة، وتقدم لخطبتي شاب بعيد عن عائلتنا، لكن أبي سافر وسأل وبذل جهده، وكانوا يثنون عليه، وقالوا إنه على خلق عال، ويتحمل المسؤولية، ويحافظ على الصلاة.
استخرت ووافقت، وتم عقد قراني، وأنا في فترة الملكة تعرفت على هذا الشاب، ورأيت منه ما لا يسرني، فكان لا يحافظ على الجماعة، ونصحته فرأيت منه كرهاً للنصح، فلم أكثر عليه خشية المشاكل، وبقيت أدعو له وأقول لنفسي إن أصبحت زوجته سأعينه، وكنا نتحدث عن أبنائنا وطريقة التربية، فرفض بلهجة شديدة أن يدخل الأطفال لدور أو مدارس التحفيظ!
استنكرت ردة فعله الكبيرة لما فيه صلاح الأطفال ولم أكثر معه لما رأيت منه من العصبية والرفض التام.
مع الأيام علمت أنه يستمع للموسيقى، فسألته إن كان يرى حلها فقال إنها حرام لكن لا تضره! فنصحته بلطف وهدوء كالعادة، وعرفت أنه لا يرضى بأن أنصحه، فطلبت منه أن لا يرسل لي الموسيقى، وأن لا أسمعها معه أبدًا، واحتد النقاش هنا فلم أستطع أن أصمت لأن الإثم هنا يتعداه ويصلني، وفي أثناء النقاش قال إني متشددة، وبيئتي وتخصصي يؤثران علي سلباً!
تناقشنا خمس مرات تقريباً خلال ثلاثة أشهر على أمل أن نصل لحل، فمرة وعدني وأخلف، ومرة كتبنا وثيقة ونقضها، ويمنيني أنه سيتغير، لكن نقاشنا الأخير قال فيه: إما أن أسمعها معه أو أنه لن يعيش معي أغلب حياته.
تعبت ولكنني أحبه ورسمت أحلامي معه، فقررت الطلاق وتقديم رضا الله لما رأيت أنه لن يعينني على طاعته وإنشاء أسرة تخاف الله أعطيته فرصة ولا فائدة، ولكن أشعر بتأنيب ضمير وبألم، لأني أحبه ولا يناسبني.