أنا شاب وأفكر في الزواج، والبنت التي أريد التقدم لها والدتها من أسرتنا، لذلك أخلاق البنت معروفة.

سؤالي هو أن والد البنت مغترب في أمريكا، ويملك سوبر ماركت، والخمر من الأشياء التي يبيعها في متجره، هل يؤثر ذلك على زواجي بابنته؟ بصراحة أريد النصيحة في اتخاذ القرار.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب. نشكر لك تواصلك معنا.

لا شك أن حرصك على اختيار المرأة التي تكون زوجة لك دلالة على رجاحة في عقلك وحُسن تدبير لشأنك، وقد حثَّنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة على اختيار الزوجة، والاعتناء بالمعايير التي يسعد بها الزوج بزوجته، وأهمُّ ذلك أن تكون ذات صلاح في نفسها، وأن تكون من أُسرة طيبة، فإن هذا ينعكس على الأبناء والبنات في مستقبل الحياة.

أمَّا بخصوص ما سألت عنه من كون والد هذه الفتاة يكتسب مالاً حرامًا ومالاً مباحًا؛ فما دام الأمر كذلك فإن ما تتناوله هذه البنت من طعام وشرابٍ وغير ذلك تتناوله من مالٍ مختلط فيه الحلال بالحرام، وهذا النوع من الأموال يجوز الأكل منه، ولا يضرّ آكله.

لذلك نرجو ألَّا يكون بذلك بأس ولا حرج على هذه البنت، وكذلك ليس فيه تأثير على عملها، وليست داخلة إن شاء الله تعالى في الأحاديث الواردة في بيان عاقبة ونهاية الإنسان الذي غُذّي بالحرام، كقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة جسدٌ نبت على السُّحت) فإن هذا المقصود به من أكل حرامًا، أمَّا من أكل من المال المختلط فإن ذلك لا يضرُّه.

مع هذا نقول: اختيار المرأة من الأسرة الصالحة أنفع وأجدر وأعظم أثرًا في الأبناء والبنات في المستقبل.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك كل خير.