السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ ولادتي وأنا أسبب المتاعب لوالديِّ، سمعت عن تعبهم بعد ولادتي وأنا رضيع، وبعد ذلك في طفولتي كنت دائما ما أمرض، وبعد أن كبرت وشفيت أصبحت شخصا سيئا.
في البداية عندما بدأت الصلاة كان الوسواس يسبب لي الكثير من المتاعب، حتى أنني قلت لوالدي أن صلاته باطلة ذات مرة لأنه يتوضأ بسرعة، كنت صغيرا ولا أعرف ما هو الوسواس، لكنه أتعبني وأتعبهم معي حتى طلبوا مني ترك الصلاة؛ لأني لم أكن أستمع لهم.
بعد ذلك بدأت مشاكلي وأصبحت منحرفا، أرتكب الكثير من المعاصي وأواجه صعوبات في الدراسة، وصلت لمرحلة لا يعلمها إلا الله، وهناك وجدت أنني على أبواب الهلاك، فقد أضعت الكثير من عمري على لا شيء، لا أسبب سوى التعب لوالديِّ وهم لم يستسلموا بشأني.
دعوت الله ليل نهار بيقين على الرغم من أنني لم أستوف شيئا من الأسباب، ثم حدثت معجزة، والله ما حدث ما هو إلا فضل من عند الله، فقد نجوت من ضياع مستقبلي بالكامل، والآن -الحمد لله- عدت للصلاة، حسنت من سلوكي وأراقب كل كلمة أقولها، تبت من كل المعاصي، حتى لم يعد هناك شيء أسعد لي من الصلاة وذكر الله.
مشكلتي الآن أنني لا أسلك مسلكا دراسيا يضمن لي وظيفة في المستقبل بسبب نتائجي السابقة، لا أجد عملا وأقضي بقية حياتي في البطالة، وهنا ازداد قلق والديِّ وتعبهم بلغ فوق طاقتهم، فللأسف لم أعد إلى طريق الصواب إلا متأخرا.
والدي تعب كثيرا ولم يعد يتحملني، لكن أمي رغم أنها قضت عمرها تضحي من أجلي أنا الفاشل تحبني وتهتم لأمري رغم كل خيبات الأمل والأذى الذي سببته لهم.
أفكر هل أنا ابتلاء لوالديِّ؟ هل كان يجب أن أموت ويرزقهم الله بمولود أفضل مني؟
عندما أرى أمي يزداد شعوري بالذنب والندم، وأرى نفسي لا أستحق حتى أن أرفع وجهي أو أن أكون حيا.
أريد التكفير عما سبق، أريد تعويض أمي وأبي، أريد أن يسامحني الله عما فعلته بهم وبنفسي، أريد تعويضهم عن تضحياتهم لي، لا يهمني أي شيء من الدنيا، لا أريد المال أو الزواج أو الأبناء، ولا يهمني مستقبلي كثيرا، كل ما أريده رضا الله ووالديِّ عني، كيف أفعل ذلك أنا مستعد لفعل أي شيء؟
هل يمكنني تعويضهم وقد كنت طيلة حياتي مصدرا لتعبهم؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.