الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعض أهلي يتنمرون عليّ ويذلونني بالعطايا، فكيف أتعامل معهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

البعض من أهلي يتنمَّر علي كثيرًا، وأحيانًا يقومون بإذلالي بإعطائي المال مع قلته، وهم في نفس الوقت مقتدرون والحمد لله، وبسببهم خلال الفترة الماضية دخلت في حالة توتر وقلق وحزن، وأعراض جسدية ونفسية، واستشرت طبيبًا نفسيًا ونصحني بالابتعاد عن عوامل التوتر والقلق، حتى تختفي تلك الأعراض ويتغير الوضع، والعلاج يحتاج لعدة جلسات نفسية.

وسؤالي: هل إذا قللت التعامل مع أهلي وتجنبت مَن يتنمّر عليّ، واكتفيت بعدم الرد، والكلام باحترام، أكون آثمًا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -الأخ الفاضل- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بطرح هذا السؤال.

نعم من الأسف يمكن أن يحصل داخل الأسرة ما وصفته في سؤالك، من أن بعض أهلك يسببون لك القلق والتوتر والحزن، حتى إنه قد يصل إلى بعض أعراض جسدية، وأنهم ربما يمنُّون عليك بما يعطونك، و(قول معروف ومغفرة خيرٌ من صدقةٍ يتبعها أذى)، وحقيقة كنت أحب لو ذكرت لنا كم عمرك؛ لأن الجواب الأدق ربما يختلف بحسب عمرك؛ فكلما صغر العمر كلما طلبتُ منك أن تلتحم أكثر بالأسرة، وكلما كبرت ربما أنصحك بشيءٍ آخر.

على كلٍّ: إذا أساء لك أحد -سواء من أفراد الأسرة أو غيرها- وحاولت أن توقف هذه الإساءة بكلام مقبول معقول فيه الاحترام؛ فلا أظن أن في ذلك ذنبًا عليك مهما كانت طبيعة هذا الشخص، ولا أظن أن بقولك (حسبي الله) عندما ترى أحدًا من أفراد أسرتك فيه ذنب، إلَّا إذا قصدت بذلك الدعاء عليه، فلا أظن أن هذا يعتبر ذنبًا عليك، طالما أنك تقولها مستعينًا بالله عز وجل.

وبشكلٍ عامٍ: يفيد مع أسرتك نزع الفتيل قدر الإمكان، بتجنب كثرة الاحتكاك، والاقتصار على الحد الأقل المطلوب، ريثما يُحدث الله أمرًا يَحسُن الحال في تفاعلك مع أسرتك وفي تجاوبهم معك.

ولكن كما ذكرتُ حقيقة الجواب الأمثل، يكون بحسب طبيعة عمرك ومدى حاجاتك إلى التعايش الآمن مع الأسرة، وتبقى الأسرة هي الحضن الذي نلجأ إليه عادة إذا اشتدت علينا مصائب الدنيا وتحدياتها.

فأرجو أن تُبقي هذا في ذهنك بما ينفعك الآن وفي مستقبل الأيام، وأدعو الله تعالى لك براحة البال والصحة والسلامة والحياة الأسرية الهادئة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً