السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تزوجت منذ 8 أشهر، وزوجي في بعض الأوقات يهينني بالضرب دون سبب، ويغضب حين أغضب وأنطوي عنه، أنا لا أعرف ماذا أفعل؟ فنحن خير الأزواج لبعضنا، ولكنه ينقلب علي فجأة ويضربني، أو يقول لي كلامًا مهينًا، من ضمن الأشياء التي ضربني فيها أنه في أحد الأيام طلب كوب قهوةٍ، وبالفعل أعددتها له لكنها كانت (دون وش)، فقال كلمة قبيحة وسكب القهوة.

بعد ذلك طلب مني تنظيف السلم الخاص بالمنزل لأنه غير نظيف، علماً بأني قمت بتنظيفه ليلة أمس، فعلت ما طلب ولم أقم بمسحه لأنه نظيف، فقط كنسته حينما كان بالخارج، وعندما عاد قال لي لماذا لم تقومِي بمسح السلم؟ فقلت لأنه نظيف، قال بصوت مرتفع كلا غير نظيف، قلت له أرني ذلك، ونزلنا إلى الطابق السفلي وأشار إلى مكان به بقعة وقال هنا، علماً بأني حاولت إزالتها ليلة أمس ولكنها لم تذهب.

أنا أعيش في الطابق الثالث، وهو يريدني أن أكنس وأمسح السلم يومياً، رغم وجود أخواته البنات، وزوجة أخيه، ولكنهن لا يقمن بتنظيف السلم، فقط مقدمة شققهم، ثم بعد ذلك قال: لو قمت بخدمة أناس غيري سيكون عملك أفضل من هذا. تركته ودخلت منزلي.

بعد ذلك بثوان كان ينادي علي، ولما ذهبت إليه وجدته يقول لماذا باب الثلاجة غير نظيف؟ فقلت له بأنه نظيف ولكن الباب الزجاجي يترك أثرًا عند تحريك المنشفة عليه، قال لي ليس هذا إنما هذا، فقام بضربي، وخاصمني، ولا أعرف هل أخبر أهلي، أو ماذا أفعل؟! وشكراً لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنه سيئ الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف سيئها إلَّا هو.

بلا شك نحن لا نؤيد ضرب الزوجة، وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الكمال، فالنبي عليه الصلاة والسلام ما ضرب بيده امرأة ولا طفلاً ولا خادمًا، ونتمنّى من زوجك أن يتفهم هذا الأمر، ونعتقد أيضًا أن فترة ثمانية أشهر غير كافية لأن يحصل الفهم الكامل بينك وبين الزوج، وعليه:

نتمنَّى أن تتسلّحي بالصبر، وتجتهدي في تفادي الأمور التي تُثير غيظه وغضبه، وكذلك أيضًا أرجو أن تنظري إلى ما فيه من الإيجابيات، وإذا ذكّرك الشيطان بهذه السلبيات –وهي بلا شك سلبيات: سرعة الغضب ومد اليد، هذه كلها أمور لا تُقبل بهذه الطريقة- أرجو أن ترصدي إيجابيات هذا الزوج، خاصة وقد أشرت أنكم تكونون خير الأزواج ثم ينقلب فجأة، فهذا الانقلاب فجأة ينبغي أن تعرفي أسبابه، وإذا كان الرجل عصبيًّا أو فيه بعض العيوب، فينبغي أن نتذكّر ما فيه من الإيجابيات.

الزوجة العاقلة مثلك تتفادى الأمور التي تُغضب زوجها، وإذا تفادت هذه الأمور فإنها تسعد معه، كما قالت زوجة شُريح لزوجها: (ماذا تُحب فآتيه؟ وماذا تكره فأجتنبه)، ونتمنَّى أيضًا منه أيضًا أن يتفهّم هذا الجانب، وأرجو ألَّا تقفي طويلاً أمام الكلمات التي قالها، رغم أننا أيضًا لا نُؤيّدها ولا نوافق عليها.

نعتقد أن البيوت لا تخلو من المشاكل، وعليه أرجو أن تنظري للموضوع نظرة شاملة، والطرفان –الرجل والمرأة– ينبغي أن نتذكّر أننا بشر، وأننا لا نخلو من العيوب، أنتِ مَن تُقدّرين مصلحتك في هذا الأمر، ونتمنّى أن تُشجّعي زوجك إذا كان ذلك ممكنًا أن يكتب ما عنده، ويتواصل مع الموقع؛ حتى نضع معه النقاط على الحروف.

نتمنّى أيضًا أن تقومي بما عليك دون أن تتكلمي عن الأخريات، وأنت زوجته، ولا تحاولي أن تُكثري جداله ونقاشه، ولكن أيضًا افعلي ما تستطيعين، واطلبي منه أن يرفق بك وأن يعطيك فرصة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.

أكرر: عليك بكثرة الدعاء، وتفادي ما يُغضب الزوج، والتحمُّل، وعدم المسارعة في إخبار أي إنسان، وتفادي الأمور التي تتسبّب في أن يسبّ أو يضرب أو يعتدي عليك، ونحن بلا شك –كما قلنا– نرفض هذه الأشياء، ولكن نريد أن تتذكّري الإيجابيات وتوازني، فأنت الأعرف بمصلحتك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.