السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضيلة الشيخ الكريم، حفظكم الله ونفع بكم، وجزاكم عن المسلمين خير الجزاء.
أما بعد:
فإني أكتب إليكم هذه الرسالة وأنا في حال من الحزن والضيق الشديد، وأطلب منكم نصيحة شرعية صادقة، تضيء لي طريقي في هذا الظرف الصعب الذي طال أمده.
أنا امرأة متزوجة، وكنت أصبر منذ سنوات على سوء معاملة زوجي، الذي عُرف عنه الغرور، والأنانية، والتسلط، وتعمّد الإهانة لي، خصوصًا أمام أطفالي، وفي إحدى اللحظات -وبعد استفزاز شديد منه أمام أبنائي- قلت له: «أنت عليّ كظهر أبي». فغضب، وأقسم أنه لن يعود لي أبدًا.
ندمت بعدها، وطلبت منه العفو، بل عرضت أن أكفّر بالصيام، لكنه رفض، ومنذ ذلك الوقت – وقد مضى على ذلك الآن سنة ونصف كاملة – وهو يرفض تمامًا أي علاقة بي، لا يكلمني، لا يسأل عني، ولا يتواصل معي كزوج، بل غادر إلى بلدنا الأصلي، وسمعت من أبنائي أنه على علاقة بامرأة تصغره بـأربع وثلاثين سنة، وينوي الزواج منها.
الأمر لم يتوقف عند الهجر، بل أصبح يصرّح أمام أبنائه أنه لا يعتبرني زوجته، ويقول لهم: «هي بمثابة أختي»، ومع كل ذلك، يُصر على الدخول إلى البيت بالقوة بحجة أنه يدفع الإيجار، بينما أنا رافضة تمامًا لذلك، لأنه لم يعد بيننا أي ميثاق زوجي فعلي، ووجوده يسبب لي ولأبنائي أذًى نفسيًا شديدًا.
والأشد من ذلك، أنه أصبح يفتن بيني وبين أبنائي، ويشوه صورتي، ويستخف بي أمامهم، حتى بدأت العلاقة بيني وبين أولادي تتأثر سلبًا، وأخشى أن أفقدهم نفسيًا بسبب ما يصنعه والدهم.
فضلًا عن ذلك، فإنه قد استغلني ماليًا، وأخذ مني مالًا وجهدًا كبيرًا دون أن يعيده أو يعترف بحقي، ويرفض إعطائي مالي حتى الآن.
أرجو منكم بيان الحكم الشرعي في وضعي هذا، وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، ويثبتنا وإياكم على الحق.