السؤال
السلام عليكم
كنت أعيش في بيئة ككل البيئات فيها ضوضاء وتلوث سمعي، لكن بعد هذا العمر حدث أمر غريب لم يتكيف معه جهازي العصبي، فقد كنت أعيش في شقة بمفردي وقامت جارتي باستفزازي بأن تركت طفلتها الصغيرة تجلس على الكرسي الملاصق لجدار شقتي المجاورة، وهو الحد الفاصل بيني وبينهم -بين الشقتين-، وكانت الطفلة تلعب على الكرسي للأمام والخلف بحيث إن الكرسي يطرق على الجدار فيحدث صوتاً، وكان صوتاً رناناً مزعجاً لا يتوقف، وكانت الطفلة تفعل ذلك ربما طوال اليوم ليلاً ونهاراً.
لما تأذيت من الصوت جداً وأبلغتها رفضت وتركت الطفلة حتى ألفت الطفلة فعل ذلك، واستمرت نحو ستة أشهر، ولم أجد إلا مغادرة الشقة، حيث لم تستجب المرأة أبداً لمناشدة أحد.
الآن هو المهم؛ فقد لاحظت -منذ هذه الواقعة- أنني لا أستطيع تحمل صوت أي من الجيران حتى ولو كان صوت طعامهم الصادر من شباك مطبخهم، أو سيرهم على أقدامهم في الطابق الأعلى، وحاولت جاهداً أن أتكيف مع هذا الأمر ولم أتحمل، قرأت واستمعت لفيديوهات ولم أتحمل!
هذا معناه أني لن أستطيع أن أعيش وسط أحد في المستقبل، وليس في قدرتي تحمل شراء قصر مثلاً في مكان منعزل، وترتب على ذلك شعوري ببعض الاكتئاب الخفيف وخصوصاً عند الاستيقاظ، وباقي اليوم أشعر وكأني منتظر صوت أحدهم في الطابق العلوي كصوت الأطفال، أو تحريك الكرسي، أو غلق الأبواب وهكذا، مما يضفي عليّ شعور القلق والتوتر.
ما العلاج حتى أستطيع أن يكون هذا الأمر عادياً تماماً معي مهما فعل الجيران؟
حفظكم الله تعالى.