السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحقيقة أني أعاني من حساسية شديدة (أعني أنني شخص حساس جداً) لأي موقف في حياتي، وأرجو أن تكون لدى حضرتك سعة صدر كي تسمعني وتجيبني بإذن الله تعالى.
أبلغ من العمري (21) عاماً وفي السنة الأخيرة من الدراسة في كلية تجارة قسم إنجليزي، مشكلتي هي حساسيتي الشديدة التي جعلت عندي نوعاً شديداً من الوسوسة، وقد زادت بسبب عدة تجارب صعبة: منها أنني فقدت أمي الحبيبة منذ عام بعد أن عانت بشدة من المرض لمدة عام تقريباً، وكنت مستاء عليها جداً، وكانت علاقتي بها قوية جداً، وكانت الوحيدة التي أستطيع أن أكلمها فيما أريد دون أي حرج، ومنذ وفاتها أصبح عندي هاجس شديد، وخوف مرضي على كل من أحب، وأخاف بشدة من أن أفقدهم، بل وأخاف من كل ذنب صغير أو كبير أقع فيه من أن يسبب لي الابتلاء كعقاب، بل وأتحسس نفسي كثيراً خوفاً من أي شيء.
وهناك شيء آخر أنني قد غيرت سكني أنا وأهلي أثناء مرض أمي -رحمها الله- وأصبحت بعيداً عن أصحابي الذين اعتدت عليهم ولم أجد غيرهم إلا أصحاب جيدين ومتدينين إلا أننا لا نتقابل إلا للمشاركة في أعمال خيرية فقط ف( %99) من مقابلتنا تكون لهذا الغرض، ولكن لا تسنح فرص لأي أغراض ترفيهية أو رياضية، ولا أجد فيهم شخصاً مناسباً أحدثه عما بصدري أو أشكو له أي شيء خاص، إنني سريع الاكتئاب، وأخشى جداً أنني إذا شكوت لأحد قد أنقل له هذا الاكتئاب وأنا لا أحب هذا طبعاً.
وهناك شيء آخر: الحقيقة أني منذ الصغر وأنا أسمع عن الموت ولا أجد أحداً يتحدث في الدين إلا ويتخذ من الموت أصلاً ومحورا يتحدث حوله ومن خلاله، ولكن هذا الأمر جعل عندي لا مبالاة مقرفة بأمور الدنيا ( لا أحب هذه اللامبالاة) ولا أهتم مثلابدراستي إلا في آخر العام، ولا أشعر أن عندي طموحاً حقيقياً وهدفاً واضحاً أستطيع أن أجمع به بين الدين والدنيا (سمعت عن كلمة تقول: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا)، كيف أطبقها؟
باختصار:
1) كيف أتخلص من الحساسية أو بالأحرى توابعها السيئة؟
2) نفسي أجد شخصا أكلمه عن كل شيء بداخلي دون حرج أو حساسية؟
3) نفسي أتخلص من لامبالاتي وعدم وجود طموح كبير؟
4) نفسي أعرف قدراتي وأجد من يوجهني من أجل أجد نفسي؟
5) لا أريد أكون كئيباً؟
وأعتذر عن الإطالة، وأرجو الإجابة.