الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يريد الزواج من فتاة غير مناسبة، فكيف أقنعه بعدم ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

ابني يريد الزواج من فتاة غير محجبة، وقال لي إنه سيقنعها بالحجاب، إضافة إلى ذلك أنها وأهلها لا يتفقون معنا في عدد من تقاليدنا، وكانت سباحة ترتدي ملابس السباحة، ثم أقلعت بسبب حبها لولدي، وقد وافقت عليها لأجل أن أسعده، وبعد ذلك صارا يتكلمان مع بعض عن العلاقة الجنسية، وواجهته بذلك، فقال لي: إنهما استغفرا ربهما. وقد سمعت ما بينهما من ألفاظ بشعة، والبنت تعرف أشياء عن العلاقة الزوجية وكأنها متزوجة!

وعندها قلت لولدي: إنه من غير المناسب أن يتزوجها، وقلت له: مرها بالتوبة إلى الله من ذلك، وأنت أيضاً تب إلى الله، وأخرجا صدقات ابتغاء وجه الله.

لكن ما أراه أنها غير متفقة معنا في تقاليدنا، ومنفتحة على أشياء كثيرة في العلاقة الجنسية، وقد سألته عن هذه الأشياء ولم يستطع الرد! لأنها تقول أشياء عن العلاقة ولا تعرف ذلك إلا المرأة المتزوجة.

هل يحرم علي أن أمنعه من الزواج بها؟ فهو يريد أن يتزوجها، ويقول إنه يحبها، لكن كما ذكرت هي غير متفقة معنا في العادات والتقاليد، فالأهل مختلفون، فرغم أن والدها رجل طيب، إلا أن والدتها تختلف عنه وعنا، وأنا أعرفها منذ سنوات، وأعرف والدتها، فهي ترفع صوتها على أبيها، وقد حدث طلاق مرة بسبب أن أمها غير راضية عن حياتها، وأشياء أخرى، فما حكم منعي له من الزواج بها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك ويحفظ ولدك من كل مكروه وسوء، وأن يقدر لهما الخير، إنه جواد كريم.

أما بخصوص ما تفضلت؛ فاعلمي -بارك الله فيك- ما يلي:

1- بر الأم واجب على الابن وطاعتها في غير معصية الله فرض عليه، فإن جاوز ذلك فهو عاق لها.

2- لا يحق للوالدين منع ولدهما البالغ من الزواج بمن يريد، إذا كانت الفتاة صاحبة دين وخلق؛ لأن الرجل البالغ الرشيد لا ولاية لأحد عليه في النكاح.

3- المخطوبة -كما تفضلت- تدينها هش وضعيف، وأسرتها على ما قد ذكرت، فالواجب عليك الإنكار عليه، وإظهار عدم الرضا بذلك مع دوام نصحه، دون معاندته؛ فإن المعاندة قد تفضي به إلى التغافل عن كل أخطائها انتصاراً لذاته، لذا ننصحك بما يلي:

- تذكيره بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).
- تذكيره بأنه يختار أماً لولده، وأن الله سيحاسبه على ذلك.
- تذكيره بأن اختياره هو من سيتحمل وحده تبعاته، وأن المرأة العفيفة الطاهرة هي التي تسعد زوجها وتصونه.
- تذكيره بأن بعد الزواج ستذهب السكرة ويبقى الأصل وهو الدين والخلق.
- تذكيره بأن طبائع الوالدة تتسرب رغم أنفها إلى حياتها، ووالدتها على ما قد ذكرت.
- تذكيره بأن من يتزوج بامرأة متسيبة، فإن الشكوك تطاله في حياتها كلها.
- تذكيره بأن الزواج ليس سهلاً، والطلاق ليس سهلاً، وبينهما يعيش الإنسان إما سعيداً وإما تعيساً، فالكلفة باهظة.

استخدمي معه كل هذه الأساليب، ولا بأس من أن تدخلي بعض أهلك ممن يحبهم الولد، أو بعضاً من شيوخ الدين ممن يحبهم، على ألا تذكري اسم الفتاة، ولا شيئاً مما حدث بينهما؛ حتى لا تكون فضيحة للبنت ولا أهلها.

كذلك اجعلي والده يأخذ ذات الموقف، وأخواته وإخوانه؛ حتى يستشعر أن الأمر ثقيل عليه، وتبعاته ثقيلة أكثر.

أكثري من الدعاء له أن يهديه الله للرشاد، وأن يوفقه للخير، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً