الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

في حياتي شاب ولكني لا أشعر بالأمان معه، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم
شكراً جزيلاً على هذا الموقع، فعلاً أستفيد منه، واليوم أحتاج نصيحة.

أنا بعمر 22 سنة، وطالبة ماستر، تعرفت إلى شاب بعمر 26 سنة، رغم أني لا أرتبط بالشباب؛ لأني مدركة منذ صغري أن العلاقات مجرد تفاهة، فمن يريدك يقصد بيتك بدون تردد، ولكن الأمور صارت في اتجاه آخر.

أخبرني بأنه أحبني؛ لأني على حياء، ويريد فرصة للتعارف، وارتحت إليه، فقررت أن لا أرفض، والكل يشهد بأخلاقه، فرضت عليه احترامي، وأن الهدف هو الزواج في حال توافقنا.

مع الأيام علمت أن لديه شكًا في الدين، وأنه يواجه مشاكل نفسية عاطفية، هذا جعلني أشعر بمسؤوليتي في تقديم المساعدة إليه، واليوم مرت أربع سنوات منذ تعارفنا.

أعلم أني على خطأ، ولكني وجدت نفسي عالقة بين الانسحاب والبقاء، وشخصيتي ضعيفة جداً، لا أقدر على اتخاد قرار، -الحمد لله- لم تقع بيننا تجاوزات كما تقع بين الشباب؛ لأني أفرض احترامي عليه.

صرت أعلم كل صغيرة وكبيرة في حياة هذا الشاب، فهو طموح ومخلص في علاقته، لديه ضعف يقين في الدين، ولا يصلي، ومنفتح، بمعنى أنه يحب أن يعيش حياته في السفر، والتعرف إلى ثقافات جديدة.

الأهم أنه يحبني حباً كثيراً، ويخبرني بأنه سيموت إذا تركته، ولكن المشكلة أنه لا يغار عندما أختلط بالرجال، بل ينصحني بالانفتاح، ولا أشعر معه بالأمان، فهو ضعيف الشخصية يشبه شخصيتي، ولا أحس أنه السند الذي أحتاجه.

أريد من يكمل شخصيتي ويقويني، وهو مادي كثيراً، ولا يفرض وجوده، وأحس أني الرجل في هذه العلاقة، يحبني بكامل عيوبي، وبشكل صادق، ويراني زوجته، ماذا أفعل؟ هل أتركه فيهلك نفسياً أم أنا أهلك معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يختار لك الخير، وأن يبصرك بالحق، إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: حديثك مع الشاب على مدار كل هذه السنوات الأربع هو عمل محرم، لا يرضي الله ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا أهلك، ولا من يعلم حدود شرع الله تعالى، ولا يبرر ذلك أنك لم تقعي معه في كبيرة، أو تجاوزات، فلسنا هنا نناقش أي الأمرين أسوأ، ولا أي الشرين أهون، بل نناقش أصل هذه المعاملة، والواضح أنك مثقفة ومدركة طبيعة هذه العلاقات إن قدر لها التمام، وقلما يحدث ذلك.

أختنا: إننا دائماً ننصح أخواتنا اللاتي أغواهن الشيطان بأن تعرفن على شباب خارج محيط الأسرة بغرض الزواج، ولم يقعن في الكبائر، وكان الشاب صالحاً متديناً، دائماً ننصحهن بالابتعاد الفوري، وعدم القبول به خاطباً، حتى تتأكد هي أن الشاب أدرك صدقها وتوبتها من الحديث معه، وبعد ذلك تستخير، ثم تقرر.

لماذا نفعل ذلك؟ الكثير من الشباب -إن لم نقل الأكثر- الذين لهم علاقات خارج الإطار الأسري بعد الزواج يتحولون إلى الشك في زوجاتهم، وبعضهم راسلنا قائلاً: زوجتي كانت تحدثني من وراء أهلها بالهاتف، ودائماً ما أقول لنفسي من خانت أهلها بالحديث معي من ورائهم، هي على خيانتي أقدر! ومسلسل الشك هذا إذا فتح يجعل الحياة كئيبة -عافاك الله منها-.

أختنا: نقول لمن حدثت شاباً صالحاً ابتعدي عنه، فكيف بهذا الشاب الذي لا نجد فيه ما ينبغي أن يدفعك للزواج منه، فالرجل عنده شك في دينه وصلاته هشة، وعنده مشاكل نفسية، ومنفتح، وشخصية ضعيفة، وهذا كله قبل أن تكوني زوجته، فكيف لو صرت؟!

أختنا الكريمة: إن الزواج ليس جمعية خيرية، ولا ميداناً للمساعدات النفسية، بل هي حياتك أنت، وأنت من ستتحملين غنمها أو غرمها، وقد أحسنت في آخر جملة حين تحدثت عن هلكتك، أو هلكته، ونحن نقول لك: قال الله: (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه)، وأنت مسؤولة عن نفسك، وهو له أهله وله حياته، وهو الرجل ولست أنت، فلا تهلكي نفسك وأهلك بهذه العلاقة، وأوقفيها الآن وفوراً، احظري رقمه الآن، وغيري رقم هاتفك، وكل وسيلة للتواصل معه اقطعيها، وأعلنيها لله توبة صادقة، والنجاة النجاة من طريق نهايته خطرة.

هذه نصيحتنا لك، كما ننصحك إن أتاك خاطب ألا تخبريه بما كان من أمرك، ولا تخبري أحداً بذلك، فيكفيك توبتك النصوح بينك وبين الله.

نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً