الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي ترفض زواجي بفتاة خلوقة لأنها أكبر مني سنًا، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنةً، وأنوي التقدم لفتاة خلوقة تكبرني بثلاثة أعوام، ولا أجد حرجًا في ذلك، ما دامت ذات دين، وخلق كريم، وقد قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ولكن والدتي ترفض الفتاة، ولا أستطيع إقناعها، فهل يجوز لها أن تمنعني من ذلك؟ وماذا يمكنني أن أفعل لو منعتني؟ وهل يجوز أن أتقدم لخطبتها وحدي؟ علمًا بأنني وعدتها بالزواج، وطلبت منها انتظاري، فلو أطعتُ أمي وتركتُها أخشى من الوقوع في ذنب أكبر، ولو تقدمتُ لخطبتها دون قبول أمي أخشى من الوقوع في الذنب أيضًا!

أحتاج لتوجيهكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يختار لك الخير، كما نشكر لك حرصك على الوفاء بوعدك لهذه الفتاة، وهذا دليل على كرم أخلاقك، نسأل الله أن يزيدك هدىً وصلاحًا.

وقد أصبت –أيها الحبيب– حين تخوّفت من أن تُقدم على خطبة هذه الفتاة، فتقع في معصية أُمِّك، وممَّا لا شك فيه –أيها الحبيب– أن أُمَّك حريصة على مصلحتك، وتسعى لسعادتك، ولتتزوج زواجًا لا تندم عليه في مستقبل أيامك، ولهذا فإن أصرَّتْ أُمُّك على ألَّا تتزوج هذه الفتاة، فيجب عليك أن تُطيع أُمَّك، وتبحث عن فتاة أخرى مناسبةً لك، والعلماء يقولون: يجب على الولد أن يُطيع والديه إذا منعاه من الزواج بفتاة مُعينة؛ لأن الزواج بغيرها ممكن إذا لم يخف على نفسه الوقوع في معصية الله تعالى بسبب تعلُّقه بهذه الفتاة.

أمَّا إذا خاف على نفسه الوقوع في معصية الله مع هذه الفتاة، فإن طاعة الله مقدّمة على طاعة الوالدين، ونصيحتُنا لك: أن تستعين بالله سبحانه وتعالى، وتبحث عن فتاة أخرى مناسبةً لك؛ فربما كان ذلك هو الخير لك، وقد قال الله في كتابه الكريم: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

ونرجو الله تعالى ألَّا يكون عليك إثم في تخلُّفك عن الوفاء بالوعد لهذه الفتاة؛ لأنك لم تتخلّف عنه قاصدًا التخلُّف، ولكن حال بينك وبين الوفاء بالوعد أمورٌ أخرى تكون لك عُذرًا -إن شاء الله تعالى-.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً