الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أم زوجي تحرضه على طلاقي..فكيف أحافظ على بيتي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ 4 سنوات، وأعمل في قطاع خاص، وأتقاضى راتبًا من الدولة، ولدي طفلان، أم زوجي تريد طلاقي من زوجي، ولذلك فقد طلقني طلقةً واحدةً في حالة غضب، وبتحريض منها، ولكنه أرجعني في نفس اليوم؛ لأنه لا يريد تطليقي، ولا تشتيت أطفاله، ولم أخبر أهلي بما حصل من طلاق؛ فأنا أسكن بعيدةً عنهم، كما أنني أراعي ظروف أهلي الصحية، وأيضًا لأن أختي منفصلة عن زوجها، فهل عدم إخباري أهلي خطأ؟

كما أنها تقول له: لا ربحك الله إن حملت زوجتك بطفل آخر، وفي المقابل تطلب منه أن يتزوج بامرأة أخرى، على الرغم من أن وضعنا المادي ضعيف، وأنا أساعده في إيجار المنزل، ومصاريف الحياة.

والأمر الآخر يخص العلاقة الزوجية: فهو عندما يكون لديه الرغبة فيها، لا يحدث شيء بيننا، أرجو نصيحتكم؛ فأنا لا أريد لبيتي أن يهدم، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Om haya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك الاهتمام، وحُسن العرض للسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح زوجك ووالدته، وأن يُصلح الأحوال، وأن يهدي هذه الأُم لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

نحن نؤكد أن علاقة الزوجة بزوجها هي العلاقة الأساسية، ومن أجل الزوج أرجو أن تتحمّلي هذه الأمّ الكبيرة في السّنِّ، وأن تتفادي الأمور التي لا تُرضيها، ونتمنَّى من زوجك أيضًا أن يتفهّم هذا؛ فإن الشرع لا يُجبره أن يُطيع أُمَّه إلَّا لاعتبارات شرعية، أمَّا إذا كان لمجرد المزاج، بأن تطالبه أن يُطلِّقك؛ فلا يجوز له أن يُطيعها في هذا الأمر؛ لأن الرجل جاء لعمر -رضي الله عنه- فقال: (عندي امرأة وأنا أُحبها، وأمي تأمرني بطلاقها)، قال: (لا تفعل، إنما الطاعة في المعروف)، فليس للرجل أن يطاوع أُمّه في مثل هذه الأمور، طالما كان الأمر مجرد مزاج، وليس هناك أسباب شرعية، وحتى إذا وجدت أسباب شرعية فالأمر أيضًا يحتاج إلى مناقشات، وإلى مداولات.

لكن في مثل هذه الحالة ما ينبغي أن يُطيع والدته، ونحن نرى أنك أحسنت بعدم إدخال أهلك في هذا المشكل، وخاصةً أنه رجع في اليوم الأول، ونعتقد أنك يمكن أن تنجحي مع زوجك إذا هدَّأتِ ما بينك وبين والدته، وأن تتفادي غضبها بحسن التعامل معها، وتحمّل ما يصدر عنها، فهي في مقام الأمهات، والإنسان قد يواجه صعوبةً من أُمّه، أو جدّته، أو عمّته، أو خالته، فهي في هذه الرتبة، وهي كبيرة في السّن، فنتمنّى أن تُحسني التعامل معها، وأن تتفادي ما يجلب الاحتكاك، وما يجلب غضبها.

وأيضًا على زوجك أن يتفهم هذا الواقع، ويوفّر لك الدعم المادي، ويوفّر لك الأمن والأمان، ونتمنَّى أن تُشجّعيه حتى يتواصل مع الموقع؛ ليعلم أنه لا ينبغي إذا طلبت منه الوالدة لغير سببٍ أن يُطلّق زوجته، وما ينبغي أن يُطيعها، ولكن عليه أن يجتهد في إرضائها، والإحسان إليها، ونذكّره بأن الشرع الذي يأمره ببرّ الوالدة هو الشرع الذي ينهاه عن ظلم الزوجة، فلا يجوز أن يقع في هذا الخطأ الكبير.

فنسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأنت -ولله الحمد- قادرة -بإذن الله- على حُسن إدارة هذا الخلاف، واحتمال هذه المرأة الكبيرة، والصبر عليها، فأنت في مقام بناتها، وأيضًا من أجل هذا الزوج، ومن أجل رغبتك في الاستمرار، كما يُقال: (من أجل عين تُكرم ألف عين)، فاحتسبي الصعوبات التي تواجهك، واعلمي أن مشوار الحياة قصير، وأن الأمور سوف تتغيّر -بإذن الله تبارك وتعالى-.

نسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً