الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد تطليق زوجتي...فهل تنصحوني بذكر عيوبها في المحكمة؟

السؤال

السلام عليكم

نشأ خلاف بيني وبين زوجتي لأسباب متعددة، انتهى بأنها طلبت الطلاق، واتهمتني بأنني متعصب دينياً، وأنا عندي رسائل على الهاتف منها، فيها سب وشتم وتهديد منها لي ولأمي، وعندي مكالمة هاتفية مسجلة لها -دون علمها- فيها دليل على تقصيرها مع أحد الأبناء، وعندي تسجيلات فيديو لها -صورت بعلمها- تسبني وأمي بغضب، وتبين بعض أسباب الخلاف (خروجها للعمل الذي يستوجب السفر، وسوء معاملتها).

سؤالي: هل يجوز شرعاً استعمال الرسائل والتسجيلات التي دون علمها، وتسجيلات الفيديو التي بعلمها؟ علماً بأن والدتي تطلب مني استعمال هذه الحجج في المحكمة للدفاع عن نفسي، وإبعاد تهمة العصبية التي تريد أن تلحقها بي خاصة، وأن هذه التهمة قد تسبب لي ضرراً حيث أعيش وفي عملي.

لدي سؤال آخر: ولكن الأولوية للسؤال الأول، أنا أيضاً أحبذ طلاقها لشدة الخلافات، ولأنها هاجمتني في ديني، ولا أريدها أن تفتدي مني بشيء مما أعطيتها من ذهب عند الزواج، بل إننا شرعنا سابقاً في قضية طلاق، غير أننا لم نتفق حول مبالغ النفقة، وليس لدينا محاكم شرعية، وأمي طلبت مني أن أطلب التعويض، هل يجوز أني لا أطلب التعويض؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونسأل الله أن يهديك للخير، وأن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

كنا حقيقة نتمنى أن ننظر أولاً إلى إيجابيات هذه الزوجة، وقد سمعنا وقرأنا عن سلبياتها، الأمر الثاني كنا نريد أن نرى أيضاً حقيقة المشاكل التي تحدث؛ لأن الاحتكاكات بين الزوجة والأم بكل أسف في زماننا أصبحت كثيرة، وقد يكون هذا الطرف أو كذا هو المبادر بالخطأ، وليس معنى هذا أننا نؤيد الخطأ في حق الوالدة فهي والدة الجميع، وهي المقدمة بالنسبة لك، لكن إذا استطاع الإنسان أن يوفق بين هذه الأمور بألا يظلم الزوجة، وأن يبر الوالدة، ويبالغ في إكرم الوالدة، فإن هذا هو الخير، خاصة في وجود أبناء وذرية.

وبالنسبة لأمر الطلاق والخلاف إذا استطعتم أن يكون الطلاق طلاقاً ناجحاً كما شريعة الله، قال الله تعالى: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)، فهذا هو الأصل، ولا نرى أن هناك مصلحة في نشر الغسيل وذكر العيوب، وإعادة نشر هذا الكلام، ونتمنى أن لا تضطر إلى ذلك، فأنت أحد رجلين إذا كان لك نية تريد أن تستمر مع الزوجة وتسعى في الإصلاح والصبر فذاك، وإن كنت تريد أن تفارق فأيضاً الشرع لا يمنعك من أي خيار تريده، إذا كانت الخيارات بيدك فليس هناك أي داعٍ لاستخدام هذه الأشياء المسجلة التي توغر الصدور وتجلب مزيداً من العداوات، وتشوه صورة الأم أمام أبنائها، وتسد طرق الرجعة مستقبلاً.

إن الطلاق شرع للتأديب، فقد تكون بعد الطلاق تتأدب وتندم وتتأسف، ويصلح حالها، فتعود إلى بيتها وأولادها، ولذلك نتمنى أن لا تستخدم هذه الأشياء، ونحب أن نؤكد أيضاً أن ما صور خفية هذا أيضاً ينبغي أن يتجنبه المسلم، بخلاف الذي صور بعلمها وهي تشتم، فمثل هذا إذا أنكرت لا مانع من عرضه، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وأنت صاحب الخيار وصاحب القرار، وافعل ما يرضي الله تبارك وتعالى، وإذا طلبت الوالدة شيئاً لا يرضي الله فعليك أن تحسن الاستماعن لكن في النهاية تفعل ما يرضي الله ففيه المصلحة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً